الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

المعارضة التركية.. والمستقبل السياسي

اختلفت القراءات السياسية في تركيا لمجريات المعارك العسكرية في إدلب، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحدث عن أن مجريات الأحداث بدأت تتغير لصالح بلاده وقوات المعارضة السورية المعتدلة، بالرغم من شكواه من دعم روسيا وإيران للنظام السوري.

جاء ذلك بعد انتقامه لسقوط 3 قتلى من الجيش التركي في إدلب وتكبيده لقوات نظام الأسد خسائر فادحة، ولكن وبعد أيام قليلة كبدت قوات الأسد وبدعم روسي في الراجح القوات التركية عشرات القتلى، قُدروا بـ34 قتيلاً وأكثر منهم من الجرحى، حسب الرواية الرسمية، الأمر الذي دفع الحكومة التركية لتسريع موعد هجومها الذي كان مرتقباً مع نهاية شهر فبراير الماضي ببضعة أيام، وشنها لهجوم واسع في الأيام الأخيرة، ولتعلن في الأول من مارس رسمياً إطلاق عملية «درع الربيع» لطرد قوات النظام السوري لما بعد نقاط المراقبة التركية المتفق عليها مع روسيا في اتفاقية سوتشي سبتمبر 2019.

هذه النتائج العسكرية التي يصفها الرئيس أردوغان بالانتصارات، أخذت المعارضة التركية تنظر إليها بالرفض، وخرجت أصوات منها تقول بأن سقوط الجنود الأتراك قتلى في إدلب يدمي قلوبنا، ولتطالب البرلمان التركي بأن يتخذ موقفاً من سقوط قتلى للجيش التركي في الحرب، وقام رئيس المعارضة التركية وزعيم حزب الشعب الجمهوري كلجدار أوغلو بإجراء اتصالات مع رئيس البرلمان التركي، أعقبها بتصريحات خاطب فيها أنصاره بالاستعداد لتولي السلطة قريباً.


وهذا الادعاء لزعيم المعارضة كلجدار أوغلو بدعوة أنصاره للاستعداد لذلك، يوحي بأنه يستعد لاستثمار نتائج المعارك في إدلب للدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة، سواء زادت من شعبية حزب العدالة والتنمية وحكومته أو تراجعت، لأنه سيعتمد أولاً على وجود مواقف شعبية تركية ترفض التدخل العسكري التركي في سوريا، وتتساءل ما شأننا وسوريا وليبيا؟


لكن المراهنة الكبرى لزعيم المعارضة ليست على الداخل فقط، وإنما على الموقف الأوروبي من مجريات الأحداث وتأثيراتها على أوروبا، وبالأخص بعد فتح الحكومة التركية لأبوابها مع أوروبا أمام المهاجرين السوريين الذين يريدون الهجرة إلى أوروبا وليس إلى اليونان فقط، وكذا ردود الفعل الشعبية على أحداث إدلب، والموقف الأوروبي الناقد لسياسات الحكومة التركية الحالية تمنح المعارضة التركية آمالاً لتولي السلطة، أو على الأقل الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة، ولكن الراجح أن تكون نتائج المعارك في إدلب هي الحاسم الأهم لتغيير الرأي العام التركي الذي يسبق موقف البرلمان.