الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الزيارات السرية.. وتصدير كورونا

أعلنت المملكة العربية السعودية أن مصابيها بمرض كورونا وعددهم حتى الآن لم يتجاوز 5 أشخاص ـ حتى كتابة هذا المقال ـ قد قدِموا من إيران التي سمحت لهم بزيارات سرية إلى أراضيها دون أن تقوم بإثبات دخولهم عبر ختم الدخول والخروج، وهذه مشكلة قانونية أسهم في كشفها انتشار مرض كورونا، حيث تبين أن إيران تسمح بتلك الزيارات السرية، ليس لمواطني السعودية بل لكثير من الدول التي يبدي مواطنوها رغبتهم في عدم ختم جوازاتهم سواء في الدخول أو الخروج منها.

وإن البيان السعودي أشار بوضوح إلى التنديد بالسلوك الإيراني غير المسؤول، وهي بهذا السلوك من المؤكد أنها تتحمل مسؤولية انتشار كورونا ليس في المنطقة فحسب بل في العالم كله، وهذا بالطبع يشكل خطراً صحياً يهدد سلامة البشرية كلها، ويسهم بشكل دقيق في إعاقة الجهود الدولية وجهود منظمة الصحة العالمية الساعية إلى القضاء على هذا الوباء العالمي.

إن الأزمة تكمن في أن تتخذ دولة مثل إيران هذا النهج، لتشكل هي بذاتها خطراً يهدد العالم بنشرها المتعمد للفيروس عبر تصديره في أجساد مواطنين من دول متعددة، فالمزارات الدينية في إيران أسهمت وبشكل كبير في تفشى هذا المرض، كون إيران لم تتخذ الإجراء المناسب مع انطلاق وتفشى هذا المرض، والأزمة الأخرى تتضاعف بهذا التعامل غير المسؤول من السلطات الإيرانية بأن تقبل مواطنين من دول خليجية وغير خليجية دون أن تثبت دخولهم إليها.


لن يكون من الحكمة الصمت على مثل هذا الإجراء غير القانوني بأن تكون أي دولة ممراً سهلاً لنشر الوباء، وإن ما نشهده اليوم يدعو للقلق، فكم عدد أولئك الذين زاروا إيران خلال الفترة الماضية، وخالطوا المصابين، ونقلوا العدوى دون أن يُعرف أي أحد متى عادوا، وكيف ذهبوا إلى إيران دون مراعاة للأعراف الدولية في تنقل المواطنين وإثبات دخولهم وخروجهم.


إن المملكة العربية السعودية وهي مهبط الوحي تعاملت مع الأمر بكل حكمة، فحتى المدن المقدسة في السعودية تم اتخاذ الإجراءات المناسبة لها من أجل تفادي انتشار المرض بين المعتمرين والزائرين، وأعلنت للعالم أنها تساند الجهود الدولية في محاصرة انتشار كورونا، ومثل هذا الإجراء كان متوقعاً من إيران التي تصرفت بلا مسؤولية، بل بتواطؤ مع الفيروس، ولا يمكن تفسير هذا، إلا تحت بند نشر كورونا بإجراءات دبلوماسية تخترق وتناقض القانون الدولي.