السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الحرب على كورونا

بين الخوف من فيروس كورونا والحرب العالمية عليه تستمر الحياة بحلوها ومآسيها.

إنه من الطبيعي أن يحدث كورونا هلعاً عالمياً، لأن الأمر يتعلق بالحياة أو الموت، لكن عندما يموت أفراد بسبب الوباء قد يكون ذلك عادياً، فتاريخ البشرية مليء بالمآسي التي خلفتها الأوبئة، والإنسان خُلق ليموت في نهاية المطاف.

لكن المشكل أن كورونا ضرب الاقتصاد، وخلّف أضراراً ستكشف عنها الأسابيع القادمة، فالخوف منه هو خوف من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية ومن ثم السياسية التي تنجر عنها.

لذلك باتت الحرب عليه مشروعة، ولم تتحفظ عليها أي دولة، خاصة الدول الكبيرة سياحياً، وهو أمر غريب نسبياً، فربما هناك إخفاء للحقائق بهدف استمرار كسب المغانم.

إن تراجع اقتصاد الصين التي تعد منشأ كورونا والأكثر تضرراً، ألقى بظلاله على كل الاقتصادات، وخاصة تلك التي تقوم على النفط، فعندنا يصل سعر البرميل إلى أقل من 50 دولاراً، فإن الخوف من كورونا يعني الخوف من انهيار الدولة، خاصة تلك التي تعودت على شراء السلم الاجتماعي بمداخيل الريع.

في بعض الدول العربية مثل الجزائر، التي تراجع فيها احتياط الصرف إلى نحو 60 مليار دولار، بعدما كان خلال حكم (محيط الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة) في حدود 200 مليار دولار ستتأثر لا محالة، خاصة أن الرئيس الجديد عبدالمجيد تبون تقع على عاتقه مسؤولية إنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية خطيرة عطلت الدواليب خلال مسيرات الحراك الشعبي طيلة عام 2019.

إن الإصابات المؤكدة بكورونا في الجزائر بلغت حتى 8 مارس الجاري 19 حالة من أصل 195 حالة يشتبه فيها، ولأن الرئيس تبون قد وجّه بضرورة اتخاذ كل التدابير، فقد خصص مجلس الوزراء المنعقد يوم 8 مارس الفارط جانباً من أشغاله لهذا الموضوع، وتسعى وزارة الصحة إلى تجديد المخزون من المستلمات الطبية والوقائية المقدر بنحو 10 ملايين قناع بينما تحصي الجزائر 44 مليون نسمة، وإلى اقتناء نحو 10 آلاف وحدة كشف، و50 كاميرا حرارية من الجيل الجديد، وكلها نفقات إضافية على عاتق الدولة.

ومع ذلك، فالخوف من كورونا، لم يمنع من التنكيت في الشارع، حيث اقترح بعضهم نقل المصابين إلى البريد المركزي، حيث مسيرات الحراك الشعبي كل جمعة، وبعضهم اتهم فيما يعني شيئاً آخر المنقبات بالتسبب في انتشار الفيروس، لأنهن لا يصافحن ولا يقبلن، ويضعن القفازات والأقنعة.