الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كورونا مقدسة

تضيف إيران إلى بقية شرورها التي تصدرها للعالم فيروس كورونا القاتل، فالإصابات بهذا الفيروس التي وصلت إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والبحرين والكويت والعراق ومصر ولبنان وتركيا، كان معظمهم أشخاص قد زاروا إيران، أو إيرانيين يحملون الفيروس وسافروا إلى دول أخرى.

فأول إصابة في العراق كان مصدرها طالب إيراني في إحدى المدارس الشيعية في النجف، ومنه انتشر الفيروس في المدينة، أما أول 5 إصابات في محافظة السليمانية، ثاني مدن إقليم كردستان العراق، فكانت لعائلة عادت من إيران بعد رحلة علاج رب العائلة الذي توفي بعد أيام من عودته إلى العراق، وهكذا بقية الدول المجاورة لها.

لا نستطيع التكهن فيما إذا كانت إيران متعمدة لإهمال فحص من يخرجون منها إلى بقية الدول، أم أن هذا الإهمال ناتج عن غباء وقع الإيرانيون ضحيته، وكبار مسؤوليهم في البرلمان والحكومة والمؤسسة الدينية.


فالسلطات الإيرانية لم تأخذ الموضوع بداية بجدية، وأرادت استخدامه ضد مواطنيها لمعالجة مشاكلهم المختلفة، واستعمال الفيروس وسيلة لإشغال الناس، دون أن يحسبوا أن سرعة انتشار هذا الفيروس وخطورته ستحول إيران إلى ثالث بؤرة لكورونا، ومع ذلك هناك معلومات محلية تؤكد أن أعداد المصابين والذين قضوا نتيجة الفيروس أضعاف ما تذكره وسائل الإعلام الإيرانية.


إن الأكثر إجراماً أو إهمالاً، كان السلطات العراقية التي تحركها الأحزاب والميليشيات الشيعية المسلحة، واللتان رفضتا إغلاق بوابات الحدود البرية المنتشرة من شمال إلى جنوب البلد بوجه الإيرانيين أو العائدين منهم، ولا أمام الشاحنات التي تحمل مواد غذائية قادمة من إيران، بل إن مطاري بغداد والنجف لا يزالان يستقبلان الرحلات الجوية الإيرانية.

وذلك لأن هذه الأحزاب والميليشيات الموالية لطهران رفعت شعار «كلنا في الهوى سوى»، وما يصيب «ماما إيران» سوف يصيب العراقيين، بل إن هادي العامري زعيم ميليشيا بدر التابعة لإيران هدد باعتبار «كل من يطالب أو يبادر بغلق الحدود مع إيران إرهابياً»، لأن «كورونا إيران مقدسة» عند عملائها سواء كانوا في العراق أو في لبنان أو سوريا.