السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كورونا.. والمؤامرة

فور انتشار فيروس كورونا في الصين، طرح أحد الخبراء الروس أن انتشار هذا الفيروس تقف وراءه جهات أمريكية لضرب الاقتصاد الصيني والحد من انطلاقه، ولم يأخذ كثيرون هذه الفكرة على محمل الجد، خاصة أن الفيروس انتقل بسرعة إلى الولايات المتحدة ذاتها وإلى الكثير من دول أوروبا.

غير أن الفكرة عادت إلى الظهور مرة أخرى مع تبين انتشاره في إيران، وقد صرح قائد الحرس الثوري أن بلاده تتعرض لحرب بيولوجية، ولم يقدم معلومات ولا مؤشرات تؤيد ما يقول به، ولكن كان هناك من لديه استعداد أن يصدق كلام الخبير الروسي والمسؤول الإيراني مع انتشار الفيروس في الصين وكوريا الجنوبية وإيران والمعروف أن نظرة الولايات المتحدة إلى كل من هذه الدول ليست ودية.

إلى جوار ذلك كان بيننا في عالمنا العربي، من تبنى ولا يزال أن الفيروس «عقاب أو انتقام إلهي» من الصين، ولا يجب أن ننساق وراء التفسير التآمري ولا الإحالة إلى مسألة غيبية، خاصة أن الله رحمن رحيم رؤوف بعباده.


نحن نعرف أن طبيباً صينياً اكتشف الفيروس قبل تفشيه وانتشاره بشهور وحذر من متخاطره ولم ينتبه إلى تحذيره أحد، بل اتهم أنه يسيء إلى سمعة الصين ويشهر بها فسجن، هذا يعنى أننا بإزاء أزمة بدأت محلية وداخلية في الصين، لكن مع حركة وحرية التواصل العالمية انتقل الفيروس وجاب العالم كله تقريباً، الأمر أبعد كثيراً من التآمر والحرب بين الدول، ولكنه يطرح مسألة مهمة وهي أن الخطر إذا ظهر في أي مكان أو دولة فمن السهل بل لا بد أن يمس العالم كله رأينا ذلك في الإرهاب، ونراه الآن مع كورونا.


المعنى المهم أيضاً أن خطر الأوبئة والأمراض لا يقل خطورة عن فتك الحروب والصراعات العسكرية، في صيف سنة 1947 انتشر في مصر وباء الكوليرا، وحصد من أرواح المصريين ما يفوق كل ما فقدته مصر في حروبها العسكرية بعد ذلك، وقتها ردد البعض أن «العصابات الصهيونية» وراء انتشار هذا الوباء بين المصريين لصرف أنظارهم عن القضية الفلسطينية، فضلاً عن الرغبة في إضعاف الروح المعنوية لمصر.

كان من الصعب قبول التفسير السابق، خاصة أن ذلك الوباء كان قد أصاب المصريين قبل ذلك سنة 1902.

«كورونا» ينبهنا إلى أن الرعاية الطبية والخدمة الصحية للمواطن، باتت أكثر من ملحة على مستوى العالم كله، ويجب أن تكون على رأس الخدمات التي تقدم للمواطن.