الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كورونا وغضب مملكة شامبالا

مع انتشار وباء كورونا، تتبادر إلى الذهن العديد من الأسئلة، منها: هل انتشار الفيروس الجديد حرب بيولوجية؟، أم أنها نتيجة تسرب من المصانع والمختبرات الصينية في ووهان؟، أم أنها حرب شركات الأدوية؟، كل هذه الأسئلة وغيرها تبحث عن إجابة وسط الوباء المتسارع.

لا شك أنها الأنانية التي أدت إلى بروز الشر كقوة سلبية، والتي هيمنت فيه الاشتراطات والانفعالات العقائدية المتصلبة التي انحرفت عن جوهر مبدئها، وانتهت إلى صراع الإنسان مع نفسه، وإلى صراعه مع المجتمع، وإلى صراع المجتمع مع ذاته المنقسمة على نحو فصام مع الفئات المتنافسة والمتنازعة، وإلى صراع المجتمعات البشرية مع بعضها.

يعود تاريخ الأسلحة البيولوجية إلى آلاف السنين، حيث استخدمت في الحروب في الماضي من خلال تلويث وتسمم مياه الشرب والغذاء، وإلقاء الجثث الموبوءة في معسكرات العدو، وحتى ظهور الجمرة الخبيثة وغيرها من فرضيات الحروب البيولوجية التي أصبحت خطرا متعاظماً.


إن الظلم والحروب وسفك الدماء، وإلقاء البشرية في أحضان التعاسة واليأس وحرمانه من نعمة الوجود على الأرض باستغلال المتسلطين ذوي العقول المتدنية التي خضعت واستسلمت للأقوال والعبارات السفسطائية، شكلت أزمة مأساوية وإحباطاً للإنسان فماذا سيكون مصير هذا الإنسان؟، وهل يمكن أن نقول إن انتشار فيروس كورونا الفتاك قدر محتوم فُرض على الإنسان من الإنسان الذي خرج عن وعيه.


أم هل يأتي الحل من كيان آخر، على سبيل المثال سكان مملكة «شامبالا» المختبئين خلف قمم الجبال الثلجية في مكان ما شمال التبت، حيث يتم الحفاظ على «الكلاتشاكرا» أو «عجلة الزمن»؟

ففي الأساطير التبتية تقول إن ملكًا من مملكة شامبالا سيأتي على رأس جيش غير مرئي لتحرير العالم من الاضطهاد والطغيان، أم هل يأتي الحل من كوكب خارجي غاضب على فعل البشر بالبشر؟

أعتقد أن مصير العالم والرؤيا الخلاصية يتحققان في عالم تتوافق فيه الحكمة والعلم، فيما العقل المتدنّي الذي يعتمد التقنية العدوانية بالإقرار بأن كارثة كبرى سوف تحل بالبشرية بواسطة وباء كورونا، ويستبعد للحكمة والوعي والمحبة تتعاظم لديه نتائج هذه الكارثة.

هذا نطاق يشير إلى أهمية المعرفة والحكمة والوعي، وهوالذي يتجلّى فيه العقل المنطقي أي العقل العارف والعلمي الذي يبحث في المبادئ، والاعتراف بالآخر والقبول به وبذلك يتعاطف الجميع وتقل الآثار الكارثية لوباء كورونا حتى و إن كان من الأسلحة البيولوجية.