الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ابتزاز اردوغان لأوروبا.. عملة تركية

هل نجح الرئيس رجب طيب اردوغان في عملية ابتزازه لدول الاتحاد الأوروبي عبر ورقتي اللاجئين و إرهابيي داعش ؟.. سؤال تطرحه أكثر من منصة إعلامية لمعرفة قدرة الرئيس التركي على تركيع دول الاتحاد الأوروبي، وجعلها تنصاع لإرادته، وتخدم أجندته.

وتختلف التعليقات والتفسيرات بين فريقين، فريق أول يرى أن أردوغان نجح في مسعاه الابتزازي، وجعل فرائص قيادات الاتحاد الأوروبي بمختلف مكوناتها ترتعش فزعا من إعادة السيناريو الكابوس لعام 2015 عندما اجتاحت الحدود الأوروبية موجات من اللاجئين تقدر بمئات الآلاف، متسببة في شروخ أوروبية، أدت إلى انتعاش وصعود اليمين المتطرف، وانفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوربي .

أصحاب هذا الرأي يضعون اجتماعات وزراء الداخلية في بلجيكا والخارجية في كرواتيا، واستقبال اردوغان من طرف القيادة الأوروبية في بروكسيل، والقمة الرباعية( تركيا، فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا) في اسطنبول الأسبوع المقبل.. كلها قرارات تعكس نوعا من الانفعال وتعطي الانطباع أن منطق الابتزاز بدأ يعبد الطريق لتنازلات حتمية أوروبية للنظام التركي .


فريق ثاني يرى أنه خلافًا لكل هذه المظاهر، فإن الخاسر الأكبر في هذه اللعبة هو طيب أردوغان، الذي كشف للعلن عن وجهه الحقيقي المبتز للجوار الأوروبي، وهو قد يكون بذلك قد دفن نهائيًا حلم تركيا بالانضمام أو بإقامة علاقات مميزة مع الفضاء الأوروبي، وجعل مختلف العواصم الأوروبية تنتظر يوم الخلاص مع رحيل هذا الرجل عن السلطة، انطلاقًا من الاتهامات الخطيرة التي توجه إلى نظامه بالقيام بدور حصان طروادة داخل المنظومة الأطلسية وباللعب على الحبلين الروسي والأمريكي، وبالتشكيك العلني في الأجندة الخبيثة التي يعمل الرئيس التركي على إنزالها سواء في سوريا أو في ليبيا أو شرق المتوسط.


بالإضافة إلى أن هذه المرة تحدثت دول الاتحاد الأوروبي بلغة واحدة ترفض فتح حدودها أمام اللاجئين، وتستثمر سياسيًا وأمنياًّ واقتصادياًّ في تقوية وحماية حدودها الخارجية مع تركيا البحرية في اليونان، و البرية في بلغاريا، مع رسالة واضحة: لن نفتح الحدود و لن نخضع للابتزاز.

من هذا المنطلق تكتسي القمة التي ستجمع اردوغان بإيمانويل ماكرون وانجيلا ميركل وربما بوريس جونسون في اسطنبول أهمية خاصة، وستكون حتمًا جلسة مصارحة ومساءلة عن الأدوار، التي تريد تركيا لعبها في علاقاتها مع الجوار الأوروبي .