الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

المعاصرة.. والعالم الهش

في منتصف شهر يناير 2020، صدر التقرير المتعلق بالأخطار التي تهدد العالم، والذي كان من إعداد أكثر من 750 خبيراً عالمياً وصانع قرار، وتوقع أن يواجه العالم المزيد من حالات الانقسام، وتباطؤ النمو الاقتصادي.

وقال 78% ممن استُطلعت آراؤهم من الخبراء أثناء إعداد التقرير، أنهم يتوقعون تصاعد وتيرة المواجهات الاقتصادية والانقسامات السياسية داخل الدول ذاتها خلال عام 2020، وسوف يؤدي ذلك إلى عواقب وتداعيات كارثية، خاصة على البيئة، وما سيترتب عن ذلك من أخطار، لأن أزمة المناخ تمثل أكبر خطر على الأمن البشري.

ولأول مرة منذ بداية إصدار هذا التقرير السنوي، اتَّضح من خلال نسخته الأخيرة، أن الأخطار الخمسة الكبرى التي تهدد كوكبنا خلال السنوات العشر المقبلة تتعلق بالبيئة.


ويعتقد صائغوه أن الكوارث المرتبطة بالأحوال الجوية المتطرفة، سوف تؤدي إلى حالات موت وإتلاف ممتلكات على نطاق واسع، ويشير إلى أن الفشل في تنفيذ سياسات التخفيف من حدة ظاهرة التغير المناخي من طرف الحكومات، سوف يدفع البشر لارتكاب المزيد من الجرائم البيئية، التي تؤدي إلى انخفاض عدد الأنواع الأحيائية التي تعمر الأرض، وتدمير النظام البيئي برمته، ويضاف إلى كل هذه الأخطار تلك التي تصنعها الطبيعة ذاتها، مثل: الزلازل، والبراكين، والمد البحري «تسونامي»، والعواصف المغناطيسية الأرضية.


إن التحدي الجديد الذي يواجه البشر، هو فيروس كورونا، وعلى خلفية الارتفاع السريع السابق في أعداد المصابين بالوباء في الصين، يُحذر العلماء من احتمال أن يصبح ثلثا سكان العالم من ضحاياه، وجاء هذا التقدير يوم الـ13 من فبراير الفارط، خلال حوار أجرته محطة بلومبيرغ الإخبارية مع «آيرا لونجيني» المستشار في منظمة الصحة العالمية ورئيس مركز فلوريدا للإحصاءات والبحوث الكمّية المتعلقة بالأمراض الوبائية.

وبناءً على متابعات علمية أنجزها باحثون مختصون حول توزع انتشار فيروس كورونا في الصين، فإن عدد ضحايا الوباء سيكون كبيراً.

ويمكن القول بأن السلام على الأرض أصبح أكثر هشاشة، وكما قال الرئيس فلاديمير بوتين يوم الخامس من فبراير 2020: «لسوء الحظ، فإن البشرية تجد نفسها اليوم مرة أخرى على شفير خط الخطر، لأن الصراعات الإقليمية تتزايد، وأخطار الإرهاب والتطرف تنمو، ونظام مراقبة انتشار الأسلحة أتى على نهايته، والاقتصاد العالمي يعاني من حالة عدم استقرار».

ولا تزال روسيا تكرر دعواتها لاتخاذ خطوات تعاونية عاجلة، لتحقيق الاستقرار الاستراتيجي، وتشكيل نظام عالمي تسوده العدالة.