الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

«الخوذ البيضاء».. المنظمة الإنسانية «المزيفة»

بالرغم من انتشار كورونا، لم تتوقف الصحافة العالمية عن الاهتمام بالأزمة السورية، وتبدي موسكو قلقها من تنشيط الاتصالات بين السياسيين الأمريكيين ومنظمة الخوذ البيضاء، ذات الصفة الإنسانية «المزيفة»، في سوريا.

ومن المعروف أنها تأسست على يدي رائد في المخابرات البريطانية، ويكون من المهم التركيز على هذه النقطة لأن مثل هذه الاتصالات غالباً ما تنتهي بمشكلات عويصة في المنطقة تأتي على شكل إجراءات استفزازية وعدوانية.

وبتاريخ 17 مارس الجاري، حظي رئيس هذه التركيبة الذي يدعى «رائد صالح» باستقبال نائب وزير الخارجية الأمريكية «ستيفن بيوغان» بالرغم من التحذيرات الصادرة عن الوزارة بعدم الاتصال الشخصي بالأجانب بسبب انتشار فيروس كورونا.


ويوم 11 مارس، سُمح لرئيس المنظمة بالتحدث من فوق منبر مجلس الشيوخ الأمريكي، و قبلها يوم 3 مارس، أجريت محادثات عند الحدود التركية - السورية بين المبعوث الخاص لوزير الخارجية إلى سوريا جيمس جيفري والممثل الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة كيلي كرافت من جهة، وممثلين عن تلك المنظمة من جهة ثانية، ولقد أثبتت هذه الاجتماعات أنها تنعقد على خلفيات غير مسؤولة.


وهذه الحملة الإعلامية المناهضة لروسيا أطلقتها واشنطن على التوازي مع التطورات التي شهدتها منطقة خفض التوتر في إدلب، وأرى من واجبي التذكير بأن هذه المنطقة تقع تحت سيطرة جبهة «حياة تحرير الشام» الإرهابية.

ومن اللافت للنظر أن رجال «الخوذ البيضاء» يركزون جهودهم على تصوير الوضع في إدلب بطريقة تشوّه الحقيقة القائمة هناك في الأوساط الغربية، ويتركز هدفهم الأساسي على الإساءة للجهود المضادة للإرهاب التي تبذلها الحكومة السورية.

ولا تزال هذه المنظمة تتحدث عن «الضحايا الأبرياء» للنظام السوري وموسكو وطهران إلا أن «أبطال الإنقاذ» هؤلاء لا يقنعون أحداً بعد الآن.

وقد يتولد لدى المرء الانطباع الذي يشير إلى أن فكرة التنفيذ المنتظر للاتفاقية الروسية - التركية لخفض التوتر في منطقة إدلب هي التي تقضّ مضاجع واشنطن حتى أصبح الأمريكيون يتعلقون بأي عذر لإطلاق الهستيريا المعادية لروسيا وتقويض النظام السياسي في سوريا.

وفي هذه الظروف، ومع الوعد بمواصلة تقديم الدعم المالي والسياسي والتنظيمي الذي تلقاه أصحاب «الخوذ البيضاء» من الأمريكيين، لم يبقَ أمامهم خيار آخر سوى الالتزام الدقيق بالتعليمات التي تأتيهم من رعاتهم.

والآن، بات من الواضح لكل إنسان الإجابة عن التساؤلات التالية: لماذا تم تشكيل هذه المنظمة؟ ومن الذي شكلها؟ ومن الذي يواصل دعمها؟ لا شك أن الهدف الأساسي منها هو خلق بيئة إعلامية كاذبة للتأثير على الأوضاع الداخلية لسوريا.

وربما تتعزز الجهود التي تبذلها منظمة الخوذ البيضاء لتعويض الفراغ الذي تعاني منه السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة.