السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ولكن بوريس جونسون لم يعطس!

أعلن ولى العهد البريطاني الأمير تشارلز إصابته بفيروس كورونا المستجد، وبعد يوم من ذلك أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون إصابته.

تحدث رئيس الوزراء البريطاني إلى الشعب وقال إنّه سيستمر في إدارة البلاد ومواجهته فيروس كورونا، كان من بين التعليقات المثيرة على كلمة رئيس الوزراء أنّه «لم يعطس» طوال كلمته، وأنّ عدم العطس يطرح شكوكاً في حقيقة إصابته.

ولقد خرج الممثل الأمريكي توم هانكس بعد قليل من إصابته، وأجرى الرئيس ترامب فحوصاً بعد ضغوط ثم لا شئ، ويعاني الأمير تشارلز ورئيس الوزراء جونسون من أعراض بسيطة، وهكذا يمتدّ التحليل إلى القول: إن بعضاً مما يجري ليس حقيقياً، وأن ثمّة أشياء زائفة يجري تقديمها كحقائق، ولا يمكن التأكد منها، المثير في هذه النظرية، هو أنّ أنصارها قاموا بالتشكيك في نتائج فحص الرئيس ترامب، وقالوا: حتى لو كان مصاباً بكورونا فإنّه لن يعلن ذلك!


في داخل أوروبا يجري التشكيك - داخل الغرف السياسية المغلقة - في أرقام إيطاليا، هل هي فعلًا أرقام حقيقية؟، ويقول البعض في الاتحاد الأوروبي - سرّاً - إن إيطاليا تضع كل الوفيات في لائحة واحدة، وتزعم أنهم جميعاً قد ماتوا بسبب كورونا، وذلك لتحميل أوروبا المسؤولية، لكن الإيطاليين يردون بأن ذلك غير صحيح، وأن الاتحاد الأوروبي يريد أن ينفض يده ويبرر تقاعسه.


وسط ذلك كله يرى رئيس البرازيل جايير بولسونارو أنّ فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) ليس خطيراً، وهو مجرد إنفلونزا عادية، وأن المعارضة في بلاده هي التي تبالغ في الأمر، واعترض الرئيس على مطالب إغلاق المدن ووقف الحياة في البلاد، ثم كرر التأكيد بأن فيروس كورونا ليس خطيراً، ولا يستلزم أيّ إجراءات استثنائية.

أصبح الشك هو التيار الاجتماعي الرئيسي في العالم، الشك في كل شئ: في مصدر المرض، وفي أخبار العلاج واللقاح، وفي حالات الإصابة والوفاة، وفي قرارات الساسة والأطباء، راح البعض يقول إن شبكة الاتصالات من الجيل الخامس حين جرى تركيبها في الصين أدت إلى ذلك، وقال آخرون إن أكلة لحوم البشر في آسيا وراء ذلك، وبينما تحدث البعض عن انتقال الفيروس عبْر الطرود البريدية، راح آخرون يقولون إنّه ينتقل عبر البعوض.

ذهب أناس للقول بشرب بول الأطفال، وقال آخرون بل يجب شرب بول البقر، وذهب آخرون إلى شرب سوائل التنظيف، بينما ذهب الأكثر عقلانية إلى تناول حساء الثوم.

يقول العلماء إن فيروس كورونا المستجد ليس منتَجاً، وليس مؤامرة، وهو فيروس خطير يوجب التعاون الدولي لمواجهته، ويقول البروفيسور «مايكل ليفيت» العالم الأمريكي الحائز على جائزة نوبل: «إن الوباء سينتهي قريباً».

سينتهي الوباء بمشيئة الله، ولكن الشك سيبقى في صدور الناس لفترة طويلة بعد نهاية رحلة الفيروس، إنه «اللايقين» الذي بات أول التجليات الثقافية العالمية لحقبة كورونا.. ليحفظ الله عالمنا.