الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

اليمن.. خمسة أعوام من الحرب

قبل أيام مرت الذكرى الخامسة لاندلاع الحرب اليمنية، بدت الأوضاع أكثر تعقيداً من أي وقت مضى على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية.

فعلى الصعيد السياسي بات التوصل لاتفاق تسوية شاملة تنهي الحرب أمراً بعيدَ المنال، وربما إن هذا الخيار قد أصبح من الماضي بعد ضياع أفضل فرصتين سانحتين، كان السلام فيهما ممكناً بفعل خريطة القوة على الأرض؛ الأولى في مشاورات السلام التي استضافتها الكويت في عام 2016، والأخرى عند اقتراب قوات المقاومة المشتركة المدعومة من التحالف العربي من تحرير ميناء الحديدة في منتصف 2018، وفي المرتين كان الحوثيون يعيشون أسوأ أوضاعهم السياسية والعسكرية، ويبحثون عن طوق للنجاة من هزيمة محققة.

دارت عجلة الأحداث السياسية في اليمن بشكل متسارع، حيث تخلص الحوثيون من أبرز عقبة في طريق انفرادهم بالقرار من خلال تصفية الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر من عام 2017، بينما في الجهة المقابلة كانت الخلافات تدب في معسكر الشرعية، الأمر الذي تسبب في إضعاف أداء الحكومة وتبديد طاقاتها في صراعات داخلية منحت الحوثي قبلة الحياة في محطات سياسية عديدة، كان يمر فيها بأوقات حرجة وعصيبة اقترب فيها من خط النهاية.


ألقى الارتباك السياسي بظلاله الثقيلة على مسارات أخرى في الحرب اليمنية، حيث اتجهت بوصلة تيار نافذ في الحكومة اليمنية نحو عدن ومدن محررة أخرى في جنوب اليمن على إثر الخلاف السياسي، الذي تعمق كثيراً بفعل تأثيرات خارجية من بينها الدور القطري الخفي، بينما وجدت الميليشيات الحوثية ضالتها في التناحر السياسي في معسكر المناوئين لها، لتسقط مناطق جديدة مثل: نهم والجوف، في محاولة لعكس نتائج الحرب في ذكراها الخامسة.


نفذ الحوثيون خطتهم العسكرية مستفيدين من عوامل عدة، على رأسها حالة الركود في معظم جبهات الحرب، إما نتيجة اتفاقات سياسية كما هي الحال في ساحل اليمن الغربي أو بسبب غياب الرؤية العسكرية في جبهات أخرى، وتزامنت تلك التحولات على الأرض مع تحولات إقليمية ودولية بارزة على المستويات السياسية والاقتصادية، وحتى الصحية المتمثلة في جائحة كورونا، التي عطَّلت كل مناحي الحياة في العالم، ولكنها لم تكبح جماح التصعيد الحوثي الذي استغل انشغال العالم بحصر ضحايا الفيروس، ودعوات الأمم المتحدة لوقف الحرب للتفرغ لمجابهة مخاطر الفيروس الذي بدأ الظهور في اليمن على نطاق ضيق حتى الآن، غير أنه ترك المجال لوباء آخر لا يزال يفتك باليمنيين اسمه الميليشيات الحوثية.