الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

العراق.. نار الانقلاب ورماد الفساد

العراقيون سعداء وهم يتداولون أنباء أو شائعات عن تخطيط القوات الأمريكية للقيام بانقلاب عسكري يزيح أحزاب الإسلام السياسي عن السلطة، ويحيل المتورطين منهم بجرائم قتل وفساد إلى القضاء، ويخلص البلد من النفوذ الإيراني الذي تمثله الأحزاب والميلشيات المسلحة التابعة لطهران.

لسان حال غالبية كبيرة من العراقيين يقول: «عودة الاحتلال الأمريكي أفضل من هذه الطبقة السياسية التي أفسدت وخربت البلاد وقتلت الشعب وحولت العراق إلى حديقة خلفية إيرانية».

العراقيون المتحمسون لسيناريو الانقلاب العسكري الأمريكي، يتخيلونه عملية عسكرية مشابهة تقريباً لما حدث عام 2003، حيث غيرت القوات الأمريكية نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.


ويتهم هؤلاء الإدارة الأمريكية بتنصيب قادة أحزاب الإسلام السياسي الشيعية والسنية كحكام للعراق، وهم سبب الفساد والخراب وجرائم القتل، بما فيها الاقتتال الطائفي، التي حدثت منذ ذاك حتى اليوم، وأبعدت الكفاءات الوطنية المدنية عن سدة الحكم، وأنه على واشنطن تصحيح أخطائها وإنقاذ العراق من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية الصعبة.


مقابل هذه الأنباء أو الشائعات، اعترض بعض البرلمانيين على بقاء القوات الأمريكية في بعض القواعد، معتبرين ذلك معارضاً لقرارات البرلمان والحكومة العراقية، لكن القيادة المركزية الأمريكية أصدرت، الأسبوع الماضي، توضيحاً بشأن نقل أنظمة دفاعية إلى العراق، جاء فيه أن «بغداد تدرك ذلك جيداً»، وقال المتحدث باسم القيادة بيل أوربان في بيان: «إن الحكومة العراقية تدرك جيداً حاجتنا الجماعية للدفاع الجوي لحماية أفراد الخدمة داخل العراق»، مضيفاً: «نواصل التنسيق بشكل وثيق مع نظرائنا العراقيين من أجل دعم أمن واستقرار العراق على المدى الطويل».

ومن الغريب أن تأتي أكثر ردود الفعل تشدداً من بقاء القوات الأمريكية في العراق من المسؤولين الإيرانيين الذين طالبوا بخروج هذه القوات من العراق، كونها تشكل تهديداً مباشراً للنفوذ الإيراني في العراق.

ويبقى السؤال الأكثر إثارة هو هل بالفعل ستنفذ الولايات المتحدة انقلاباً عسكرياً؟ أو على الأقل تدعم قوى عراقية لتنفيذ هذا الانقلاب ضد أحزاب الإسلام السياسي وتصحيح مسار العملية السياسية، أم أن تلك السيناريوهات مجرد شائعات إعلامية؟

نقول إجابة على ذلك لا يوجد رماد من غير نار، وفي أقل الأحوال إن الأزمات المتورمة مثل السرطان في البلد تستدعي تغييراً حقيقياً لاجتثاث الفساد، واسترجاع هيبة الدولة التي صادرتها الميليشيات المسلحة.