السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تدويل الوباء.. والحرب الوشيكة

كثير من المعطيات والأسرار بدأ يظهر مؤخراً حول طبيعة تكتم الصين على حقيقة الوباء الذي ضربها، وكيفية التصدي له، ثم عن النوايا التي ترتبت لديها مؤخراً، وهي تشرئب بعنقها إلى مختلف دول العالم.

فماذا تخفي الصين؟ وما استراتيجيتها الجديدة وهي تخطط لخوض معركة شرسة ضد أمريكا مستقبلاً؟

هناك رأي لمقاربة هذه الإشكالية الغامضة جداً، ينطلق من فرضية، قد تردّدت كثيراً، ولم تستطع أيّ جهة أن تنفيها علمياً أو تثبتها، وهي أن فيروس كورونا مُصنّع ضد الصين، وهذا ما صرّح به المتحدث باسم الخارجية الصينية في تغريدة له.


ولو سلّمنا بهذه الفرضية، فهذا يعني أن الصين قد أصبحت على علم بهذه المؤامرة، وفضلت التكتم رسمياً عليها، انسجاماً مع ثقافتها القائمة على التريث وضبط النفس والردّ غير المباشر.


ويبقى مخطط الصين بحسب هذه الفرضية، هو عدم الإفصاح في الأشهر الأولى من حدوث هذا الوباء وخطورته، وتعتيم الرأي العام الداخلي كما ذكر الصحفي الأسترالي ريتشارد ما كجريجور، استناداً إلى كون الرئيس الصيني تحدث لأول مرّة عن خطورة الوباء في ندوة صحفية لا علاقة لها بالموضوع، ما أثار حفيظة المراقبين والحقوقيين حول عدم إيلاء الرئيس أي أهمية لهذه الكارثة مع الكشف عن عدد المصابين، والذين ماتوا بها.

كما علّق هذا الصحفي على واقعة السماح المقصود للمصابين به بمغادرة حدودها بهدف تدويل الوباء وجعله عالمياً، خاصة ما أورده البرلماني الأمريكي وليام تيمونز، استناداً إلى تقرير للاستخبارات الأمريكية، والذي يرى أن الصين أخفت عمداً خطورة الفيروس لأشهر، وأن العالم يدفع اليوم ثمن حسابات الصين اللاإنسانية.

هذا يعني أن الصين لم ترد أن تجعل من الوباء آفة صينية خاصة بها، لأنه إذا حصل لها ذلك، فهو يعني وقوعها في عزلة اقتصادية وتجارية عالمياً، ثم انهيار مشروعها الدولي في ربح معركتها ضد أمريكا.

أن يصاب العالم برمته وفي طليعته أمريكا، بوباء فتّاك زلزل استقرار الإنسان وأسقط الاقتصاد وأبطل التجارة، فذلك يعني «أن السحر قد انقلب على الساحر»، وبربح الصين معركتها ضد من صنع الوباء لعزلها دولياً ووقف زحفها، وانتقاداً لهذا الاعتقاد الذي راج عبر هذه الفرضية، أكد السناتور الجمهوري بن ساسي على أن الصين تُوهِم نفسها وهي تحاول إيهام العالم كذلك بنظرية المؤامرة لتفجر حقدها على أمريكا عبر تصدير وبائها سراً الذي ظهر من «تعفّن معيشة سكانها»، وغرضها من ذلك خلط الأوراق ونشر الفوضى.

في هذا الاتجاه أثيرت جملة من الأسئلة حول سبب كذب الصين وحجبها للمعطيات بخصوص درجة انتشار الوباء بها وحجم الضحايا التي خلّفها، وهذا ما أثاره تقرير سرّي للاستخبارات الأمريكية تحدّثت عنه وكالة بلومبيرغ للأنباء، فهل هذا يعني أن عمليات الفعل وردّ الفعل ستنتهي بعد جائحة كورونا بحرب وشيكة؟