الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

ما بعد كورونا

نحن على وشك الإغلاق التام، فالعالم كله يعاني من الإعصار المسمى بـ«كورونا»، ذلك الإعصار الذي أصابنا جميعاً بالذعر والهلع.

الكل تحدّث ونصح وأفتى وأمر، واتَّخذ قرارات لتفادي انتشار الوباء، هذا عن اللحظة الحالية، فماذا ينتظر العالم في اللحظة التالية، أي بعد أن تهدأ الأمور قليلاً؟

المتوقع أن تُطرح العديد من الأسئلة، خصوصاً حول مدى صحة الطريقة التي «هرول» إليها العالم في إدارة الأزمة، لكن هل العالم مستعد لما بعد «كورونا»؟ وهل هو مستعد لمواجهة كوارث اقتصادية واجتماعية مثلاً قد تؤدي إلى حروب أشرس لاقتناص الموارد والثروات؟


نعم، حياة البشر أغلى من كل ذلك ـ وأنا هنا مجدداً لا أقلل من حجم انتشار فيروس كورونا بين الملايين لذلك لا بد من أن نكون مستعدين للتصرف في المرحلة المقبلة.


في ظل ما أشاهده يومياً من إجراءات ومؤتمرات صحفية وتصريحات على تلفزيونات العالم، تذكرت مقولة رئيس وزراء فرنسا الأسبق جورج كليمِنصو، والذي قال أثناء الحرب العالمية الأولى: إن «الحرب مسألة خطيرة، وأخطر من أن تُترك للجنرالات».

فهل أخفق قادة العالم في الأزمة الحالية عندما تركوا الأزمة للأطباء، وفي قلبهم منظمة الصحة العالمية؟.. سؤال يدور حوله كثير من الأفكار، مع التقدير الشديد والامتنان للأدوار التي قام بها الأطباء في حفظ الأرواح والأنفس، وكذلك مع التسليم بالأخطاء التي قامت بها الصين مثلاً في التعتيم على الأزمة في البداية، إضاقة إلى تراخي بعض الدول في التعامل بأسلوب صحيح وواقعي في المراحل الأولى من انتشار المرض.

السؤال السابق تتولد منه عدة أسئلة أخرى، والحديث هنا له صلة بلحظة باتت أغلب شعوب العالم فيها راضية عن إجراءات حكوماتها في الإغلاق والحظر والشلل، إلا لأنها خضعت للرأي العام، الذي يجنح لذلك، دون اعتبار لما بعد اللحظة الحالية.

هنا أتحدث عن لحظة كان دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة يتعامل فيها بشيء من التقليل، لكنه شعر بفقدان ملموس من شعبيته قبل الانتخابات، فهرول كالآخرين إلى إجراءات أشد وأكثر ترويعاً، ومنها منع الطيران مع أوروبا، الأمر الذي أثار ذعراً إضافياً في العالم.

أشعر بأن الوقت ليس متأخراً لتصحيح الاتجاه، لأن التريليونات التي ينوي العالم ضخها لمواجهة تداعيات انتشار الفيروس، لن تسعفه، ولن تصلح شيئاً، إذا استمرت حالة الهلع والذعر، لهذا كله أتمنى أن نستعد لمرحلة ما بعد «كورونا». التريليونات التي ينوي العالم ضخها لمواجهة تداعيات كورونا لن تسعفه، ولن تصلح شيئاً.