السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عصبية ترامب.. وموقف الهند

صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من مرة أنه يعتبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي صديقاً مقرباً، ولا تخفى حميمية العلاقات بين الزعيمين، ففي نهاية فبراير الماضي استضاف مودي صديقه ترامب في حفل كبير أسموه «نماساتي ترامب»، بولاية غوجرات الهندية، وذلك رداً على حفل «هودي مودي» الذي استضافه الرئيس الأمريكي في سبتمبر 2019.

لذلك، فإن تهديد الرئيس الأمريكي قبل أيام بإجراءات انتقامية ضد الهند في حال ما إذا رفضت إمدادها بدواء هيدروكسي كلوركوين المضاد للملاريا، جاء كصدمة لمتتبعي العلاقات الهندية ـ الأمريكية، لا سيما في ظل الصداقة الحميمة بين مودي وترامب.

والجدير بالذكر أن ترامب يعتقد أنه «إذا كان دواء هيدروكسي كلوروكين جيداً لعلاج الملاريا فإنه جيد لعلاج فيروس كورونا»، على الرغم من عدم ثبوت فاعلية الدواء لعلاجه، وبسبب الافتقار لدراسات علمية قاطعة بشأن نجاعة الدواء، نصح الطبيب الأمريكي أنتوني فاوتشي بتوخي الحذر.


كانت الهند قد فرضت مؤخراً قيوداً على تصدير بعض الأدوية الأساسية بما فيها الباراسيتامول والهيدروكسي كلوروكين، نظراً لاحتياجات الهند المحتملة نتيجة لانتشار الوباء، علماً بأن الهند من كبرى الدول المصدرة للأدوية عالمياً، ففي عام 2018 شكّلت واردات العالم للأدوية من الهند 24%، فيما مثَّلت صادرات الهند للمستحضرات الصيدلانية إلى الولايات المتحدة 31%، ومع تزايد عدد الإصابات والوفيات بكورونا في أمريكا فهي تطلب هذين العقارين بكميات كبيرة لتغطي احتياجاتها.


ولقد دعت الهند إلى عدم تسييس تصدير الأدوية الأساسية اللازمة لمكافحة كوفيد-19، على خلفية تهديد الرئيس الأمريكي بالانتقام، لأن التزامها الأول، كأيّ حكومة مسؤولة، هو التأكد من وجود مخزون كافٍ من الأدوية لتلبية متطلبات شعبها، وبعد إجراء تقييم شامل لاحتياجاتها الداخلية رفعت الحكومة القيود، وكانت الدائرة العامة للتجارة الخارجية قد أخطرت برفع القيود عن 14 عقاراً يوم الاثنين بما فيها الباراسيتامول والهيدروكسي كلوروكين، لاعتبارات إنسانية، كما سمحت بتصديرها لجميع الدول المجاورة الموبوءة، التي تعتمد على قدرات الهند العلاجية، فيما لقيت الخطوة ثناء عطراً من ترامب.

إن عصبية ومزاجية ترامب تتجلى بوضوح في مدى ارتجالية قراراته وعدم حساب خطواته بدقة لمواجهة تفشي الوباء الذي ينتشر كالنار في الهشيم في بلاده، حيث بلغت الإصابات حوالي نصف مليون والآلاف من الوفيات، لا سيما في ضوء انتقاد منافسه الديمقراطي جو بايدين بشدة لتهوين ترامب من خطر الفيروس في البداية، وتحركه ببطء شديد في مواجهة الوباء.