الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

العمل من المنزل.. تجربة بحرينية رائدة

استطال بنا الحال مع فيروس «كوفيد 19»، غير كثيرا في حياتنا وفرض علينا أنظمة عديدة، ما كنا لنُطبِع معها لولا أنها أصبحت حاجة ماسة بحكم الضرورة، سياسة «التباعد الاجتماعي» التي عرفناها مع الفيروس خلقت صورا جديدة للتباعد البشري ربما يصعب الاهتداء إليها في الظروف الطبيعية، وربما أحد أبرز تلك الإجراءات هي لجوء العديد من الدول إلى فرض العمل من المنزل وخصوصا في القطاع الحكومي للموظفين الذين بإمكانهم تنفيذ مهامهم من المنزل.

في البحرين وفي ظل مسابقة الابتكار الحكومي، التي أطلقها ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وفي نسختها الثانية للعام 2018م، فازت فكرة «العمل من المنزل»، وهي فكرة تقوم على تقدير نوع المهام التي يؤديها الموظف الحكومي ومدى إمكانية تنفيذها من المنزل، وتهدف إلى تقليل تكلفة العمل من المباني الحكومية، كما أن لها بعدا نفسيا إذا كان الموظف راغبا في أداء مهامه منزليا دون الاضطرار للانخراط في ازدحام الشوارع والمكاتب، وقد تم بالفعل تطبيق المشروع تجريبيا لمدة شهرين على عينة من الوظائف التي يمكن تنفيذها من المنزل، وأثبتت التجربة أن جودة الإنجاز وكم المهام لم يتأثر بتغير بيئة العمل من المبنى الحكومي إلى المنزل.

لذلك، وحين تدرجت البحرين في زيادة تنفيذ سياسة التباعد الاجتماعي في مواقع العمل تضمنت الإجراءات الاستمرار في تنفيذ مهام العمل من المنزل، حيث تم البدء بتقليص العاملين في القطاع الحكومي إلى (50 %)، ثم صدر مرسوم ملكي بتمكين الأمهات العاملات من مزاولة عملهن من المنزل، وأخيرا صدر قرار بتقليص العاملين في القطاع الحكومي إلى (70 %)، وفي أثناء ذلك لم يتضرر الإنجاز الحكومي ولم نشعر بفارق التغيير، ولم تتعطل إلا المهام التي تستلزم التنفيذ ميدانيا.


يحمد في سياسات ولي العهد البحريني أنها تؤمن بالمبادرات والأفكار الريادية، وقد أثبتت تلك السياسة نجاعتها في كثير من الأحيان، ومنها سياسة البحرين في مواجهة جائحة «كوفيد19»، إذ تعد البحرين بناء على التقارير الدولية من أفضل دول العالم أداء في مواجهة الفيروس ومن أعلى الدول نسباً في الشفاء، وذلك لأن المملكة اتخذت تدابير وقائية وأقرت إجراءات قبل اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس بحوالي أسبوعين، وهذا ما مكن البحرين من عدم اللجوء المباشر لإجراءات حظر التجول، وما سهل من عملية نقل العمل، وخصوصا الحكومي، إلى المنزل.. إنها القيادة حين تكون شجاعة وجريئة ومبادرة.