السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

السامري وقارون في مواجهة موسى وهارون!!

تساوت الرؤوس في زمن كورونا، فالعالم كله في نفس الهم ونفس "الحيص بيص"، ولم يعد بإمكان أحد أن يحتقر أحدا أو يتهمه أو يشمت به أو يعيره، نفس العجز وقلة الحيلة، نفس اللغز الذي لا يجد له أحد حلا، حتي الأموات مثل الأحياء تساووا، فلم يعد هناك ميت خمسة نجوم، كل الأموات بلا نجوم، لا سرادقات عزاء ضخمة ولا مراسم فارهة للدفن والتشييع ولا حتى صلوات جنازة جامعة، حتى أنني أرى أن كل الأموات في زمن كورونا وفي أي مرض وليس فقط الفيروس لهم علينا صلاة غائب بعد انكشاف الغمة.

وهذا المجهول الذي يتخبط فيه العالم ألغى تماما فكرة الدول القارونية العملاقة الخارقة والدول القزمية الضعيفة، فلا أحد يمكن أن يقول الآن: " إنما أوتيته على علم عندي ولا على قوة عسكرية عندي"، كل الذين كانت خزائن قوتهم وجبروتهم تنوء بالعصبة أولي القوة، تساووا مع الذين لا حول لهم ولا قوة، كورونا لم يترك فرصة للسامري لكي يصنع للعالم عجلا جسدا له خوار يخدع به الناس، لم يترك فرصة لسحرة يلقون عصيهم وحبالهم فيخيل إلينا من سحرهم أنها تسعى، هو فقط ترك فرصا لهؤلاء الذين يستثمرون المجهول واللامعلوم في ترويج الأكاذيب والشائعات.

الناس عندما يجهلون يكونون لقمة سائغة في أيدي وأفواه الدجالين والمشعوذين وما أكثرهم الآن عبر وسائل الإعلام خصوصا العربية، حتى أنني أتمنى لو أن الإجراءات الاحترازية التي تطبقها الدول تشمل حملات موسعه لقطع الألسنة وكسر الأقلام (والماوسات والكيبوردات).


ويبدو أن العالم يجب عليه أن يكون مستعدا للتعايش طويلا مع كورونا الذي خرج عن السيطرة والاحتواء، والحديث الأهم الآن عن عالم ما بعد كورونا الذي لا أظن أنه سيكون أفضل منه قبل كورونا، فكم من أحداث جسام قلنا فيها أن العالم بعدها لن يكون هو العالم قبلها، قلنا ذلك ونحن نقصد المدح، لكن العالم بعدها كان أسوأ، وقد قلنا ذلك عن الخريف العربي الذي سميناه الربيع العربي، فإذا بالأمة بعده أسوأ مما كانت قبله، وما أشبه الخريف العربي بالخريف العالمي في الزمن والتداعيات، كلاهما كان في يناير واستمر وها هما يلتقيان في نقطة واحدة الآن، خريف العرب وخريف العالم مع كورونا، سيعود بعد كورونا زمن السامري وقارون ولن يرجع إلينا موسى وهارون!