الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الصين .. التفكيك البنيوي للديموقراطيات

استنادا على فكرة شائعة مفادها أن المعرفة البشرية هي من أصل عقلي، وليس تجريبي وحسي، ومع ذلك هناك من يحيلها إلى التجربة الحسية، وإذا افترضنا أن التجربة هي مصدر كل المعرفة، فما هي الحجج التي يمكن تبنيها للدفاع عن صحة هذا النمط؟، إذا أسقطناه في نتائج جائحة فيروس كورونا التي تستمر في حصد أرواح الناس بلا حدود، وربط ذلك بمواقف دول العالم من الجهة المسببة وكيف تتعامل معها، في مستقبل ما بعد الجائحة؟

يعتقد المراقبون والباحثون الغربيون في مختلف مراكز الدراسات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أن بكين تستخدم هذا الوباء لدفع إسفين بين أعضاء الاتحاد الأوروبي، ولتعزيز حربها الدعائية ضد الولايات المتحدة، مشددًة على أنه بمرور الوقت، سيؤدي ذلك إلى اضطرابات سياسية، فالأزمة الحالية تفرض تحديات هائلة على الديمقراطيات الليبرالية.

لكن البعض يقول ربما فرضت الصين عمليات إغلاق صارمة بكفاءة لا هوادة فيها، وحجبت المعلومات من أجل تجنب إثارة الذعر العالمي، وقد يكون تقديرا غير صائب من بكين، ولم يستوعب الغربيون ذلك، ولكن أليس من المفارقة أن نرى الصين مستمرة في تسجيل نقاط في حربها الدعائية بإصرار، كما جاء في كلام المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية مؤخرا بأنه الجيش الأمريكي خلف جلب الفيروس إلى ووهان؟


وعليه، إذا كانت الفرضيات الغربية صحيحة، فستكون الصين بارعة جدًا في استغلال الفيروس في حربها الدعائية العالمية ضد خصومها، لكنها ظهرت عميقة في اغتنام فرصة هذه الأزمة لزعزعة الاتحاد الأوروبي، لتسليط الضوء على مصالحها وقوتها في القارة حد الإقرار بالتفكيك البنيوي للديموقراطية الغربية.


ويقول مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين أن: " التستر الصيني على تفشي فيروس كورونا، أدى لتأخير الاستجابة العالمية لمدة شهرين معتقدا بأن الأمر كان مقصودا، حيث منعت بكين خبراء الصحة العالميين من الدخول إلى أراضيها لفحص الفيروس، بغية البحث عن سبل السيطرة عليه، بطريقة تدعو للتوجس!

ليس هناك شك في أنه في أي بيئة عادلة وقانونية تتنبه لمثل هذا السلوك، ستحاسب أولئك الذين يمارسون أنشطة خطيرة بتهور، لذلك تتطلب الوقاية والعدالة البسيطة أن تقبل بكين أو غيرها عواقب الخطأ الصارخ الذي تم ارتكابه، فالعالم يئن تحت وطأة خسائر فادحة في البشر والارتباك يهزه.