2020-04-16
مثلما تظهر الأزمات معادن الناس وأفضل ما فيهم، تظهر أيضاً الوجه القبيح والممارسات السيئة، وهذا ما كشفته جائحة كورونا التي فجرت بين الدول الغربية حرباً غير مسبوقة على المعدات الصحية، وسباقاً شرساً نحو اكتشاف اللقاح والتسلح بالأقنعة الواقية والمعقمات وأجهزة التنفس.
لم يعد للإعلام حديث سوى عن حوادث القرصنة والاستيلاء على شحنات الأدوات الطبية، والمزايدات على أسعار الشحنات، أبطالها دول كبرى وحكومات غربية، فمثلاً أمريكا العظمى تستولي على مئتي ألف كمامة طبية، المفروض أنها موجهة إلى برلين، وتحصل بطريقة أو بأخرى، على شحنات كمامات أخرى كانت موجهة لفرنسا.
وفرنسا المدافعة عن حقوق الإنسان، قامت بمصادرة ملايين الكمامات والقفازات الطبية التي استوردت من الصين لصالح إيطاليا وإسبانيا، وألمانيا المتزعمة لجهود نشر الديمقراطية استولت على شحنتين من المساعدات الطبية الصينية والسويسرية المتوجهة لإيطاليا، وقامت إيطاليا مهد الحضارة بسرقة وتحويل وجهة باخرة شحن محملة بمادة الكحول الطبية كانت موجهة إلى تونس من الصين.
أما الصين القوة الصاعدة، فقد قامت بمحض إرادتها بتحويل وجهة الباخرة المحملة بالكحول الطبية إلى إيطاليا بعد تلقيها عرضاً مالياً أكبر للحمولة، وتركيا العثمانية منعت من جانبها وصول شحنات من أجهزة التنفس العاجلة، التي كانت إسبانيا قد اشترتها من الشركات المصنعة التركية؛ قبل أن تتراجع عن ذلك؛ كنوع جديد من الابتزاز التركي المتكرر لأوروبا.
بات العالم الغربي يعيش هستيريا، الأمر الذي جرّد بعض دوله من أخلاقها وقيمها ومبادئها، وأظهر همجية صادمة، فعندما تعلق الأمر بخطر يمس المصالح العليا لهذه الدول، انهارت شعاراتها عن الاتحاد والتضامن وحقوق الإنسان، وحرية التجارة والمنافسة، وغيرها من الشعارات البراقة، التي كانت تتشدق بها طوال الوقت، فأصبح المنطق «نفسي ـ نفسي».
بات العالم يعيش حرباً من نوع جديد، فهذا الفيروس أفرز سلوكيات بدائية وخروقات دولية لا أحد يعرف تداعياتها في المستقبل، ولا كيف ستغير من القواعد الحاكمة للسلوك بين الدول وللتعاون الدولي فيما بينها، وتأثير ذلك كله على وضعية المبادئ الإنسانية، التي طالما دغدغت الدول الغربية مشاعرنا بشأنها وطالما هددت بفرض قيود على دولنا في حال عدم احترامها، والأكيد أن نظرتنا لغرب كنا نراه مثالياً وراقياً قد تغيرت، بعد أن سقطت عنه ورقة التوت!
لم يعد للإعلام حديث سوى عن حوادث القرصنة والاستيلاء على شحنات الأدوات الطبية، والمزايدات على أسعار الشحنات، أبطالها دول كبرى وحكومات غربية، فمثلاً أمريكا العظمى تستولي على مئتي ألف كمامة طبية، المفروض أنها موجهة إلى برلين، وتحصل بطريقة أو بأخرى، على شحنات كمامات أخرى كانت موجهة لفرنسا.
وفرنسا المدافعة عن حقوق الإنسان، قامت بمصادرة ملايين الكمامات والقفازات الطبية التي استوردت من الصين لصالح إيطاليا وإسبانيا، وألمانيا المتزعمة لجهود نشر الديمقراطية استولت على شحنتين من المساعدات الطبية الصينية والسويسرية المتوجهة لإيطاليا، وقامت إيطاليا مهد الحضارة بسرقة وتحويل وجهة باخرة شحن محملة بمادة الكحول الطبية كانت موجهة إلى تونس من الصين.
أما الصين القوة الصاعدة، فقد قامت بمحض إرادتها بتحويل وجهة الباخرة المحملة بالكحول الطبية إلى إيطاليا بعد تلقيها عرضاً مالياً أكبر للحمولة، وتركيا العثمانية منعت من جانبها وصول شحنات من أجهزة التنفس العاجلة، التي كانت إسبانيا قد اشترتها من الشركات المصنعة التركية؛ قبل أن تتراجع عن ذلك؛ كنوع جديد من الابتزاز التركي المتكرر لأوروبا.
بات العالم الغربي يعيش هستيريا، الأمر الذي جرّد بعض دوله من أخلاقها وقيمها ومبادئها، وأظهر همجية صادمة، فعندما تعلق الأمر بخطر يمس المصالح العليا لهذه الدول، انهارت شعاراتها عن الاتحاد والتضامن وحقوق الإنسان، وحرية التجارة والمنافسة، وغيرها من الشعارات البراقة، التي كانت تتشدق بها طوال الوقت، فأصبح المنطق «نفسي ـ نفسي».
بات العالم يعيش حرباً من نوع جديد، فهذا الفيروس أفرز سلوكيات بدائية وخروقات دولية لا أحد يعرف تداعياتها في المستقبل، ولا كيف ستغير من القواعد الحاكمة للسلوك بين الدول وللتعاون الدولي فيما بينها، وتأثير ذلك كله على وضعية المبادئ الإنسانية، التي طالما دغدغت الدول الغربية مشاعرنا بشأنها وطالما هددت بفرض قيود على دولنا في حال عدم احترامها، والأكيد أن نظرتنا لغرب كنا نراه مثالياً وراقياً قد تغيرت، بعد أن سقطت عنه ورقة التوت!