الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

هل تركيا وروسيا في حالة عداء؟

لا تزال القوات المسلحة التركية تواصل حشد نفسها في إدلب بالرغم من اجتياح وباء كورونا لتركيا وسوريا، ووجود إصابات في إدلب نفسها؛ فالصراع في إدلب اليوم هو محور الصراع الكلي في سوريا، ويكاد يكون مستقبل إدلب هو مستقبل سوريا بعد 9 سنوات من الحرب الأهلية أولاً، ومن الصراع الدولي ثانياً، فبالرغم مما تعانيه الأزمة السورية من مأساوية إلا أن الفرصة التاريخية لا بد من أن ترسم مستقبل سوريا.

وإذا قيل إن الموقف الإيراني واضح في تقاربه أو تحالفه مع الرؤية الروسية، فإن الموقف التركي غير واضح في تحالفه مع أمريكا أو تحالفه مع روسيا في الوقت الراهن.

وتفرض الجائحة ضغوطها على أطراف الصراع لتأجيل الحسم العسكري، وكل طرف معني بمتابعة مشاكله الداخلية، وربما تكون التغيرات الداخلية مؤثرة على كل أطراف الصراع، وقد تضطر الأحزاب الحاكمة في تلك الدول إلى مقارعة معارضيها بسبب معالجتها غير المرضية في مكافحة وباء كورونا، ولكنها لا تستطيع أن تغمض عينيها عن تواجد قواتها في سوريا، وأنها أمام اختبار كبير لقدراتها ومدى نجاح سياستها وحفاظها على جنودها في ظروف وبائية خطيرة.


ودون أن يتعرض الرئيس بشار إلى ضغوط أو تشجيع لمهاجمة القوات التركية في إدلب ونقض وقف إطلاق النار، فإنه معني بصفة شخصية بأن ينهي الوضع المتجمد في إدلب، فوقف النار من وجهة نظره تحدٍّ لسلطة دولته، وهو في ظروف دولية تمكنه من مواصلة القضاء على التنظيمات المعارضة أو الإرهابية من وجهة نظره، وروسيا تشاركه هذه الرؤية وتؤيده فيها، وكذلك القوات الإيرانية، التي تمثل رأس حربة على الأرض لمهاجمة قوات المعارضة في إدلب، كما يمثل الطيران الروسي الغطاء الجوي المطلوب، والمعارضة الأمريكية لإنجاز هذه المهمة لا تدافع عن قوات المعارضة وإنما تهدف لتحقيق ترتيبات استراتيجية أمريكية، وهو ما تقف وراءه الرؤية التركية لمستقبل سوريا أيضاً، فقانون قيصر لم يضعه الكونغرس الأمريكي إلا لوقف أو منع أو تحجيم أي دور لنظام الأسد وحلفائه ما لم يكن ضمن الرؤية الأمريكية لمستقبل سوريا، وهذا ما يجعل روسيا لا تتمسك ببشار الأسد حتى النهاية، لأنها لا تريد أن تخسر كل شيء حققته حتى الآن، وتضحيتها بمستقبل بشار لن تكون إلا بضمانات دولية في بقاء نفوذها ومكاسبها في سوريا، وبالتأكيد من الطرف الأمريكي أولاً، وبما لا ترفضه إسرائيل ثانياً، وبما لا يجعل إيران دولة معادية لروسيا ثالثاً.