الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ذكريات صحفية في زمن كورونا

اليوم، يصعب على الكاتب الباحث أن يعثر على موضوع يصلح للتداول بعيداً عن فيروس (كوفيد-19)، فلقد أدت الأسابيع الأخيرة إلى حدوث خلل كبير وقصور شديد في قدرتنا على استشراف أحداث وتطورات المستقبل القريب، وأصبح هذا الغموض يستثير قلق كل الناس.

يمكن التعامل مع ثقافة الحَجر المنزلي القسري باعتباره يمثل فرصة جيدة للتخلص من الروتين اليومي، وإلقاء نظرة متفحصة على أحداث الماضي القريب، لأن من شأن ذلك أن يساعدنا على توقع ما يمكن أن يأتي به المستقبل، وما الذي يستحق المراجعة والبحث والتحليل المركز، وإعادة الترتيب من أجل مواصلة عملية التقدم إلى الأمام.

فأثناء مراجعتي لأرشيفي وملاحظاتي الصحفية، لفتت نظري مقتطفات وردت في سلسلة مقالات نشرتها قبل عام في بعض الصحف الإماراتية والخليجية، ومنها: الاحتفال بعيد الفصح المسيحي وافتتاح المعبد الهندوسي الجديد (صحيفة غلف نيوز، 21 أبريل 2019)، والتهنئة الموجهة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لصانعي الأمل العرب، وعرض تطوّر مشروع مسبار الأمل في الإمارات العربية المتحدة (صحيفة الخليج تايمز، 23 أبريل 2019)، واقتراح وعرض مدينة دبي كوجهة جذابة للطلاب الصينيين (صحيفة ذا ناشونال، 18 أبريل 2019)، وريادة وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات العربية المتحدة للحملة المضادة للممارسات والتجاوزات التي تهدد الطبيعة والحياة البرّية، وتأكيد وزير التربية والتعليم على دور الإنسان في تطوير المهمة التعليمية (صحيفة الخليج تايمز، 23 أبريل 2019).


وفي الشارقة، جاء مهرجان القراءة تعبيراً عن دعوة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة لتطوير ثقافة القراءة (صحيفة غلف نيوز، 21 أبريل 2019).


وهذا كله، يعكس الصورة الحقيقية لجهود دولة عصرية تنعم بقيادة حكيمة وملهمة وبعيدة النظر في وقت كانت فيه معظم الدول المجاورة لها تعاني من أسباب الاضطراب وعدم الاستقرار.

وهذا التقدم بخطى ثابتة ومحددة نحو المستقبل، يواجه الآن اختباراً جديداً ذا طبيعة مختلفة وحجم مغاير لم يواجه مثله منذ ولادة الاتحاد الإماراتي.

لم يعد في وسع أي بلد أن يقدم دروساً للآخرين حول الطرق المناسبة لتجنب تحديات المرحلة، التي ستعقب انحسار الفيروس، ويبدو أن النجاح في هذا التحدي لن يكون حكراً على الأغنياء أو المجتمعات المتطورة، بل سيكون حليفاً لأولئك الذين يُظهرون قدرة أفضل على البقاء متّحدين ومتضامنين ومعبّئين تحت قيادتهم الحكيمة الجديرة بالثقة.

وخلال قرون مضت، كان التنافس على المصادر والثروات لا يتم إلا عن طريق الحروب مثلما حدث في الحربين العالميتين السابقتين، إلا أن الأزمة الاقتصادية التي يُنتظر حدوثها بعد انحسار الفيروس سوف تضع العالم تحت خطر أكبر، حيث سيكون التنافس أكثر خطورة وقدرة على التدمير من خلال العودة للتمسك الأعمى بالأنانية الوطنية، وبما سيؤدي إلى إنجاز الصفقات تحت شعار أنت خاسر وأنا خاسر بدلاً من أنت رابح وأنا رابح.