الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كورونا.. والنفط والأيديولوجيا

تحديات خاصة تواجه الممارسة الفعالة لحقوق الإنسان وحمايتها، وتضع الديمقراطيات وبلدانها تحت الاختبار وفي وضع الدفاع عن قيمها ومصالحها، الاستجابات متنوعة للغاية على المستوى القطري، حيث كشفت الجائحة عن الأهمية الأساسية للحكم الرشيد بغض النظر عن نوع النظام، على سبيل المثال تعثرت إيطاليا الديمقراطية، في حين أظهرت كوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة بنظام مختلط قدرة إيجابية على التعامل مع الأزمة.

عليه، فقد تبنّى بعض خبراء السياسة الخارجية فكرة أن ثمة صراع بين الأنظمة الديمقراطية في نفسها ضد ما يسمونها الأنظمة الاستبدادية، أي صراع أيديولوجيات، حيث تنقسم أنماط الصداقة والعداء إلى نوع النظام، كما تشير الدكتورة ميرا راب هوبر، زميلة ـ مركز (شوارزمان) - لدراسات آسيا في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، ولكن تهديدات (كوفيد-19) لا تعرف أي أيديولوجيا، وعليه ستحتاج الولايات المتحدة للاستعداد للعلاقة مع الآخرين بشكل جديد.

وتعكس الاستراتيجية الصينية مبدأ اللعب في قلب مبادرة «الحزام والطريق»، والتي تسد فجوة في تمويل البنية التحتية العالمية، وتؤكد نفوذها المتنامي على المسرح العالمي في الوقت نفسه، من خلال التعبير عن التضامن وإسقاط القوة الدولية الناعمة ضمنياً، من خلال ما شهدناه من التسارع في مساعدة إيطاليا.


يقول خبراء إن الاتجاهات الحالية تشير إلى أن الأزمة ستجعل العملاق الآسيوي في وضع جيو- سياسي أقوى بكثير في المستقبل، وفي سياق ذي صلة، فإن (كوفيد-19) هي أزمة صحة عامة وأزمة مالية عالمية، وتحدٍّ جغرافي استراتيجي لقوة وتأثير أمريكا في منطقة المحيط الهادئ الهندية، دون معرفة التأثير الكامل للفيروس.


وعلى ما يبدو، فمن المحتمل أن تؤدي الصدمة إلى تضخيم العديد من الاتجاهات الاقتصادية كما نشهد في انهيار أسعار البترول، التي حتما ستسبب أضراراً جسيمة لقطاع النفط والغاز الأمريكي المثقل بالضعف.

إن المطالب الناتجة عن النمو الصيني المتسارع ستؤدي إلى رأسمالية بكين، وهذا النموذج سيخلق كفاءات استثنائية تستغل نقاط ضعف السوق الحرة من خلال القرصنة على الملكية الفكرية المدعومة من الدول الغربية بالاتكاء على العولمة، فما يجب إصلاحه بشكل عاجل هو دعم المؤسسات الدولية كي لا تفشل.

ولقد كشفت الجائحة عن الصدمات العالمية التي سببتها العولمة، حيث خلقت مناطق في العالم متخصصة في منتج واحد، ما تسبب في رخاوة نظامها الاقتصادي في أوقات الأزمات، فأصبحت مطالبة الدول بالاستعداد بشكل أفضل، للأزمات المقبلة ضرورة إنسانية من أجل البشرية.