الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

هل يطيح كورونا بترامب خارج البيت

رغم أن كورونا لم يترك دولة في العالم إلا وكان له فيها أثر، سواء على المستوى البشرى والإنساني أو الخراب الاقتصادي الذي دمَّر اقتصادها، إلا أن أمريكا سوف تكون أكثر البلاد تضرراً، خاصة أن هناك انتخابات رئاسية مقبلة لا أحد يستطيع أن يتنبأ بنتائجها، ومما لا شك فيه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعيش أسوأ فتراته منذ توليه السلطة في البيت الأبيض، فقد فشل في مواجهة كارثة كورونا، وإلى الآن أمامه تحديات أكبر.

لم يستطع ترامب أن يتجاهل حالة الغضب التي تجتاح الشارع الأمريكي أمام الخسائر البشرية الفادحة، لأن أمريكا لم تخسر في يوم من الأيام مثل هذه الأعداد من الضحايا، ويبدو أن أمامها سلسلة من قضايا التعويضات لأرواح الذين ماتوا في هذه الكارثة.

كما أن الشركات الأمريكية الضخمة قد خسرت أموالاً كثيرة من أصولها وأرباحها، ولا أعتقد أن الاقتصاد الأمريكي سيكون قادراً على تعويضها، خاصة شركات صناعة الطيران والسلاح والأطعمة والعقارات، وما حدث حتى الآن في البورصات الأمريكية يؤكد أن كثيراً من هذه الشركات سوف تتكبّد خسائر كبيرة، وكلنا يعلم أن هذه الشركات هي التي دعمت ترامب وكانت وراء وصوله إلى البيت الأبيض، والذي كان من المتوقع أن يحقق فوزاً جديداً لأربع سنوات مقبلة بدعم من هذه الشركات.


لا شك في أن ارتباك أسواق البترول الأمريكية في الفترة الحالية سوف يمتد أثره إلى سنوات مقبلة، والذي يعتبر من أهم المصادر التي يقوم عليها الاقتصاد الأمريكي إنتاجاً واستهلاكاً وبيعاً وشراء، وإن خسائر الشركات لن تكون قاصرة على الاستيراد أو التصدير أو الإنتاج وتوقف العمالة، ولكن البترول يدخل في كل كيان بالاقتصاد الأمريكي.


إن المجالات الناجحة التي قامت عليها تجربة الرئيس ترامب في الحكم لن تستمر طويلاً وفي مقدمتها قضية البطالة، لأن كورونا عاد بها إلى معدلاتها القديمة أمام توقف العمل وحظر التجوال وإغلاق مدن بالكامل، كما حدث في نيويورك، كما أن لوفاة عشرات الآلاف من المواطنين، وإصابة مئات الآلاف بسبب الفيروس تأثيراً، يضاف لذلك أكثر من نصف مليون مصاب لا يزالون في المستشفيات والمراكز الطبية.

لقد هاجم الرئيس ترامب مشروع التأمين الصحي الذي ارتبط بالرئيس السابق باراك أوباما في سنوات حكمه، بل إنه سخر كثيراً منه، ثم اتَّضح أن أوباما كان على حق، خاصة أنه تنبأ يوماً بأن هناك وباء مقبلاً قد يكون سبباً في وفاة آلاف البشر.

إن فشل أمريكا في مواجهة كورونا خطأ تاريخي، سيترك آثاراً بعيدة المدى على مستقبل القوة العظمى الأولى في العالم، وإن الشيء المؤكد أن ترامب لم يهتم كما ينبغي بصحة المواطن الأمريكي، ولهذا دفعت أمريكا ثمناً باهظاً في مواجهة الجائحة، وربما كان ذلك من أهم الأسباب التي ستلقي بالرئيس ترامب خارج البيت الأبيض أمام غضب الشعب الأمريكي.