الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

صناعة المشكلة واللاحل

في نهاية الشهر الماضي نشر موقع الإذاعة العامة الوطنية (مؤسسة أمريكية) تحقيقاً عن صناعة البلاستيك وإعادة تدويره، التحقيق يذكر أن 10% فقط من البلاستيك الذي صنع خلال الـ40 عاماً الماضية أعيد تدويره، الباقي يصل لمكبات النفايات، فأكثر البلاستيك لا يمكن إعادة تدويره أو لن يعاد تدويره.

الشركات المصنعة للبلاستيك خلقت المشكلة وهي تلوث البيئة، حيث إن البلاستيك لا يتحلل بسهولة ويحتاج لعقود أو حتى قرون، وهو مادة صناعية لا يحدث معها ما يحدث للمواد الطبيعية، التي تعود للطبيعة، فحبيبات البلاستيك تبقى لوقت طويل حتى لو لم نرَها، وقد وصلت لمصادر الغذاء والماء وهذا يعني أنها وصلت لنا كذلك.

التحقيق يذكر أن شركات تصنيع اللدائن بدأت في الثمانينات بإنفاق ملايين الدولارات على حملات إعلان وتوعية لحث الناس على إعادة تدوير البلاستيك، لكن الشركات كانت تعلم قبل ذلك بـ7 سنوات على الأقل أن إعادة التدوير مكلفة وغير فعالة، ومع ذلك فالشركات التي أوجدت المشكلة أرادت أن تلقي باللوم على الناس ووضعت لهم حلاً قد يعطيهم طمأنينة لبضع الوقت، لكن الآن أدركت المجتمعات أن إعادة التدوير غير كافية وعلينا جميعاً التقليل من استهلاك البلاستيك حول العالم.


إن إعادة تدوير البلاستيك تعني أرباحاً أقل للشركات المصنعة له، لذلك لا يمكن الثقة بهذه الشركات التي هي سبب المشكلة وبأن حلها سيكون في صالح المجتمع، وكل دولة عليها السعي بجدية للتقليص من استخدام اللدائن، وفعلاً بدأت دول في التقليل أو حتى منع البلاستيك أحادي الاستخدام، لكن هذا لا يكفي، وهذا التحرك لا يزال في رأيي بطيئاً.