الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

القمر العسكري.. تحدٍّ إيراني جديد

هل كان العالم بحاجة إلى تصريحات متبادلة للتصعيد بين واشنطن وطهران لكي يعاود سعر النفط الارتفاع بعد انتكاسته الكبيرة؟ لا يمكن الإجابة عبر معاينة النتيجة السريعة التي غدت بين أيدينا في تغير شاشة عرض سعر النفط، ذلك أن واشنطن ماضية في إحكام الطوق على إيران دولياً، وأن نقاط التصادم أكثر من نقاط التلاقي تحت سقف المصالح أو التنسيق الإقليمي، بالرغم من وجود ساحة نفوذ مشتركة، بين إيران وأمريكا هي العراق.

آخرون ذهبوا إلى الإقرار باستمرار أهمية إيران في إعادة ترتيب أوراق سوق النفط، بالرغم من أنّها دولة معاقبة أمريكياً، كونها منتجاً وتمسك بممر لتسويق النفط.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حرق المراحل، وانتقل بسرعة في سلّم التهديد إلى كلمة تدمير أي قطعة بحرية إيرانية، إذا استفزت البحرية الأمريكية، في ظل حقيقة أنّ كلمة الاستفزاز تحتمل التأويل، وما تراه استفزازاً قد ينظر إليه غيرك على أنه نشاط ضمن السيادة والمياه الإقليمية، ومن هنا فإنّ التصريح الأمريكي ينطوي على نقلة عالية في التصعيد، لا سيَّما أن ترامب نقل قراره إلى القيادة العسكرية في الخليج للتنفيذ، والذي لم يكن تصريحاً إعلامياً.


بالتزامن مع هذه الأجواء الملبدة، ارتفع تصعيد بمستوى غير مسبوق من إيران حين أعلنت عن إطلاق أول قمر اصطناعي عسكري، وكان بـإمكانها أن تطلقه دون مرافقته بإعلان للمهام العسكرية، وهو الأمر الذي اعتبره وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن، حين صرَّح قائلاً: «أعتقد أنه يجب محاسبة إيران على ما قامت به».


وأضاف: «لقد أكد الإيرانيون على الدوام، أن برامج الأقمار الاصطناعية منفصلة بالكامل عن أي جانب عسكري، وأنها محض برامج تجارية».

إن إيران مستمرة في التمسك بمنجزها العسكري، حيث قال وزير اتصالاتها محمد جواد أزاري جهرومي: إنه زار موقع الإطلاق قبل ثلاثة أسابيع، وأشاد «بالإنجاز الوطني العظيم».

إنّ إيران يهمها الحصيلة التي تصب في خدمتها بغض النظر عن الفائدة العرضية، التي تسببت في إنعاش بسيط في سعر النفط الأمريكي المتهاوي، ذلك أن طهران رأت أن الوضع الأمريكي تحت جائحة كورونا وذهاب العالم إلى مزاج بعيد عن الحرب هو اللحظة المناسبة لاستخدام سلاح جديد هو القمر الاصطناعي العسكري، الذي قد يؤثر على الاتصالات بين القطع الحربية الأمريكية في الخليج، وهو تحدٍّ قبلته إيران بدفع من عوامل المحيط العالمي.