الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

جائحة إيران في زمن كورونا

يهدر النظام الإيراني مليارات الدولارات على دعم الأحزاب والعصابات والميليشيات المسلحة التابعة له في غالبية الدول العربية وبعض دول العالم، من أجل تقوية سيطرته ومد أذرعه السرطانية في هذه الدول، ونشر الخراب بين شعوبها، اعتقاداً منه أنه يقود إمبراطورية قوية في المنطقة دون أن يعترف بحقيقة وضعه المهلهل من الداخل.

إيران ليست قوية كما تدعي، بل هي أضعف دول المنطقة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، وتواجه مشكلاتها الداخلية بالإرهاب والعنف ضد شعبها، الذي ينتمي إلى ست قوميات لا يجمع بينها سوى الجغرافيا، وهذه القوميات الفارسية والعربية والآذرية والبلوشتانية والكوردية والتركمانية، تقف على شفير بركان الانقسامات، لتنال كل قومية حقوقها. القوميات الإيرانية تعاني قبل مجيء خميني وقيام ما يسمى بالجمهورية الإسلامية، من أوضاع أمنية قاهرة، واقتصادية صعبة، وسياسية خطيرة، وصارت اليوم حبال المشانق هي الشعار الذي يعتمده النظام لحل مشكلاته مع الشعب الذي يطالب بحقوقه وحرياته.

ولقد كشف فيروس كورونا،على منتهى صغر حجمه، عن عورة هذا النظام عندما فشل في المجال الصحي، وذلك بسبب غياب المستشفيات المختصة ووسائل الوقاية من هذه الجائحة لسوء الأوضاع الاقتصادية.


وبالرغم من أن حُكّام إيران يلقون اللوم على الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية عليها، لمخالفتها القرارات الأممية وإصرار طهران على مواصلة تطوير البرنامج النووي غير السلمي، إلا أن الحقيقة الأكثر وضوحاً، هي: أن النظام الحاكم ينفق مليارات الدولارات على إنعاش أذرعه السرطانية المتمثلة بحزب الله اللبناني ونسخته العراقية (كتائب حزب الله)، وبقية الميليشيات المسلحة في العراق، والانقلابيين الحوثيين في اليمن، لتهديد أمن دول الخليج العربي، ودعم النظام السوري، ودعم حركة طالبان في أفغانستان حتى تحول هذا النظام إلى جائحة خطيرة.


الأكثر من هذا وذاك، أن طهران أنفقت، وما تزال، مليارات الدولارات على تطوير أنظمتها الصاروخية، متوسطة وبعيدة المدى، وذهبت إلى أبعد من ذلك، عندما أطلقت قبل أيام، قمراً صناعياً عسكرياً في تحدٍّ واضح ووقح لقرارات الشرعية الأممية، لأنها تريد أن تبرهن للعالم أنها دولة قوية وبإمكانها أن تكون بمصاف الدول العظمى.

لقد كان الأجدر بحكام إيران أن يطوروا مستشفياتهم، ويصنعوا أجهزة تنفس اصطناعي، ويحرصوا على عدم انتشار الفيروس، لإنقاذ الشعب الإيراني من هذه الجائحة، بدلاً من إنفاق مليارات الدولارات على مشاريع عدوانية هدفها القتل والتخريب.