الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الإسلام دين.. وليس بأيديولوجيا

لا يوجد لدي أدنى شك بأن الأديان بما فيها الإسلام ما وُجدت إلا لأهداف ربانية سامية من أجل خلق حياة سعيدة ومطمئنة للإنسان، تُساعده على العيش بسعادة وكرامة، ويتعايش بسلام ومحبة مع نفسه أولاً ومع من يُشاركونه العيش على كوكب الأرض.

والكتب السماوية التي أُنزلت محايدة دون شك، وأي انحرافات فيها من نشر الكراهية ضد الآخرين من الديانات الأخرى والإغفال المتعمّد عمّا تعّج به الكتب من آيات التسامح والتعايش السلمي مع الآخرين، هي من صنع الإنسان وحده لأسباب لا تخلو من الأنانية والفهم الضيق لرحابة الدين.

عندما ننظر للدين الذي تربينا عليه نحن وآباؤنا وأجدادنا، نجده دين يسر وسلام يشّع بالروحانية والتسامح والمحبة، ولم يُعكّر صفو هذا الدين البسيط النقي إلاّ بروز وتسّلط بعض الجماعات الدينية التي احتكرت الدين وتفسيره على ما تعتقده هي فقط، والأدهى من ذلك إقحام الدين وتدنيسه في السياسة من أجل أهداف دنيوية رخيصة.


بمثل هذه الفكر الدخيل، تحوّل الإسلام من دين إلى «أيديولوجيا» عند البعض، سياسية وغير سياسية، تزعم بأنها تمتلك الحقيقية المطلقة لفهمه وتفسيره، وترى في نفسها المرجع الأصح للإسلام، وباتت كل أيديولوجيا مقتنعة بأنها وأتباعها هم «الفرقة الناجية» وكل ما دونهم من المسلمين هم أقرب للضلال منه إلى الهدى، وبفعل هؤلاء من تُجار الدين والسياسية، ضاعت رحابة الإسلام في ضيق الأيديولوجيا.


أما في دولة الإمارات وإيماناً بمسؤوليتها تجاه الإسلام والمجتمع، استشعرت خطر هذا الفكر الدخيل، ولم تقف مكتوفة الأيدي، فقامت بتحجيمه وبذل مجهودات جبارة من أجل نشر ثقافة التسامح على كافة الأصعدة.