الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

روسيا.. وكورونا

مثلما هي حالة المجتمع العالمي برمته، تعاني روسيا من فيروس كورونا، وبلغ عدد المصابين 87 ألفاً، تعافى 7.5% منهم ومات 794 مصاباً وفقاً لبيانات صادرة يوم 27 أبريل (الاثنين الماضي)، وفي الولايات المتحدة تجاوز عدد الضحايا 50 ألفاً، وفي إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا تجاوزت الوفيات في كل واحدة من هذه الدول 20 ألفاً.

وفي روسيا، بدأ مؤخراً العمل بنظام الحجر المنزلي أو «نظام العزل الذاتي»، وتم إغلاق المقاهي والمطاعم والمسارح ودور السينما، وتوقفت المسابقات والمباريات الرياضية أيضاً، وأصبح عدد كبير من الروس يعملون عن بعد، وحتى تتمكن من السفر من موسكو وبقية المدن، فإنك تحتاج للحصول على تصريح خاص عن طريق الإنترنت.

وبتوجيهات خاصة صادرة عن الرئيس بوتين، تم رصد مبلغ 2 تريليون روبل (أكثر من 300 مليار دولار) لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة من أجل مساعدة العائلات والأفراد الذين يخسرون وظائفهم بسبب الوباء، ويجري العمل بنظام تأجيل دفع أقساط الديون وتخفيض الفوائد المترتبة على الرهون العقارية، ويتم تحرير مخالفة قانونية لكل من ينتهك تعليمات الإبقاء على مسافة التباعد الاجتماعي التي تبلغ 1.5 متر على الأقل.


وبناء على تصريح صادر عن الوزير الروسي للتنمية الاقتصادية سوف ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في روسيا الاتحادية بنحو 5 أو 6% بالرغم من أن النشاط الاقتصادي سوف يعود إلى أدائه المعتاد والكامل نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل، ووفقاً لتوقعات صادرة عن صندوق النقد الدولي فإن انخفاض معدل الإنتاج العام في العديد من دول العالم يمكن أن يتراوح بين 10 و20%.


واقترحت روسيا العمل بعدد من الإجراءات لرفع العقوبات الخاصة باستيراد الغذاء والدواء بعد أن قدمت المساعدات الطبية لإيطاليا وصربيا والولايات المتحدة وأرمينيا وروسيا البيضاء (بيلاروسيا) ودول أخرى، ويوم الثلاثاء الماضي، اجتمع وزراء خارجية دول «بريكس» في بكين بتقنية مؤتمرات الفيديو تحت رئاسة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

ومع حالة الانقسام والانفصال التي يعيشها العالم في الوقت الراهن، أصبحت دعوتنا لشنّ حرب مشتركة ضد فيروس كورونا تكتسي أهمية خاصة، ومثل هذه الاتفاقيات أصبحت قائمة ونافذة المفعول بين روسيا وكل من الصين واليابان وفيتنام.

وتنطلق روسيا في هذا الصدد من الحقيقة التي تفيد بأنه من المستحيل التغلب على الأزمة الراهنة من دون الدعم المشترك، واحترام التنوع الثقافي والحضاري للعالم المتمدّن الحديث.