الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مصر أقوى من الإرهاب

قبل نحو أسبوعين استطاعت قوات الأمن المصرية تفكيك خلية إرهابية في وسط القاهرة، كان الهدف منها القيام بعمليات إرهابية تستهدف نقاط الارتكاز الأمنية داخل العاصمة المصرية، وبنوع خاص خلال عيد الفصح وشم النسيم، ما يعني توجيه ضربة مزدوجة للمحروسة، إلا أن الله تعالى شاء أن تفشل ريحهم، وتنكشف تدابيرهم الإجرامية.

ومع الدخول إلى عمق شهر رمضان الفضيل، بدا المصريون في حالة من التوجس، فقد اعتاد شياطين الإرهاب أن ينفلتوا ضد مؤسسات الدولة المصرية، لا سيما القوات المسلحة المصرية في شهر رمضان تحديداً، وكأن هناك من يود أن يجعل من أعياد مصر وأيامها الروحية المباركة، أوقاتاً للحزن والأسى.

فات أصحاب سر الإثم أنهم في مواجهة «خير أجناد الأرض»، وأن الشهادة هي أثمن ما يبتغيه أي مجندٍ مصري، كما أن الموت لا يرهب أحداً منهم، لا سيما إذا كان الصراع يجري على رمال سيناء، البوابة الشرقية لمصر، تلك التي كانت تاريخياً أرض الملاحم وبخاصة في رمضان.

مرة أخرى يضرب الإرهاب الغادر سيناء وتروي رمالها الغالية أطهر دماء لشباب الكنانة، ليعودوا إلى ذويهم شهداء.. شهداء.. شهداء.

أسئلة عديدة ترتفع في سماوات المشهد المصري الذي يلاحقه الإرهاب الخبيث بنوع خاص منذ أن رفض المصريون حكم الجماعات الظلامية في 30 يونيو 2013.

من يقف وراء الإرهاب في سيناء؟ الجواب يحتاج إلى مسطحات أوسع وأكبر من مجرد سطور، لكن علينا أن نتذكر تحذيرات قيادات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في ميادين رابعة والنهضة، بأن ما يحدث في سيناء، سوف يتوقف في التو واللحظة التي تتراجع فيها مصر عن عزل الإخوان بقيادة مرسي.

الاعتراف سيد الأدلة، وصورة القيادي في الجماعة محمد البلتاجي، حاضرة في الأذهان، والعلاقة ما بين الإخوان، وإيران، وتركيا وقطر، وداعش، وحماس وحزب الله، وكافة شبكات الموت لا تحتاج إلى من يؤكدها، ويبقى السؤال ما العمل في مواجهة الإرهاب الأعمى المنتشر على أرض مصر وبقية أراضي المنطقة؟

هناك في الواقع 3 مستويات لا بد لنا من أن نأخذ بها ونحن نناقش الأمر: المستوى الأول يتعلق بالتوجهات الدولية في طريق مجابهة ومواجهة الإرهاب والإرهابيين، وعليه فإنه لا يتوجب أن تشغل العالم أي أزمة أخرى عن متابعة ومواجهة طاعون القرن العشرين، وقد أحسنت دولة المانيا في الأيام القليلة الفائتة بإعلانها حزب الله جماعة إرهابية بكل جوانبها السياسية والعسكرية، الأمر الذي سيشجع على المزيد من الانخراط الأممي الجدي في مقاومة شر الإرهاب.

المستوى الثاني، موصول بالمواجهة العسكرية والأمنية، وهي مواجهة لا بد لها من شبكة علاقات كبرى بين الدول التي تتعرض للخطر عينه من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، وهنا لا بد كذلك من بلورة الخطط الاستراتيجية التي تقوم على المعلومات الأمنية، والرؤى الاستباقية، مع تكثيف الضربات الانتقامية التي لا تبقي ولا تذر من أفراد تلك الجماعات.

المستوى الثالث وهذا مستوى غاية في الأهمية، ويتعلق بالعمل الفكري والفني والثقافي وكيفية تطويع هذه المجالات لفتح آفاق للحياة في مواجهة دعاة الموت.

الذين يرتقون بالفنون بعيدون شكلاً وموضوعاً عن الإرهاب، والمثقفون يعشقون الحياة، والمفكرون يمهدون الطرق للنماء لا للفناء.

سوف تنتصر مصر، لأنها أقوى من الإرهاب بتركيبتها الإنسانية الفريدة.. النصر قادم بإذن الله.