الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كورونا.. والسؤال السياسي

لا أحد يعلم، حتى اليوم، من أين أتى هذا الوباء، ولكن هذه الفكرة سوف تكون أهم المصادر التي سوف يعتمد عليها الإعلام العالمي خلال الأشهر المقبلة، وسوف تفاجئنا كثير من الحقائق خلف سؤال يبحث عن مصدر هذا الوباء وكيف اجتاح العالم؟ وهذا السؤال سوف يفتح المجال أمام نظرية المؤامرة وغيرها من النظريات التي تبحث في المجهول، ومن المؤكد أن هذا السؤال سوف يتحول إلى مادة سياسية توجه الانتخابات في دول كثيرة، وتُسيِّر القوى السياسية والاقتصادية في كثير من دول العالم.

لا يمكن القول: يحتمل أن يكون كورونا عملاً مفتعلاً، وذلك بسبب الخطورة الصحية التي خلَّفها، ولا يمكن لأي أحد أن يصدق أن في عالم اليوم ودوله، من يمارس عملاً جرثومياً بهذه الطريقة، فمن الطبيعي أن يكون هناك أخطاء كبرى، ولكن الحقيقة التي يجب أن نتذكرها أن هذا المرض موجود من قبل، فقد ظهر أكثر من مرة بين عامَي 2012 و2014، وهذا ما يؤكد أن إمكانية ظهور هذا الفيروس محتملة في أي وقت.

كل الدول سوف تتساءل عن مصدر هذا الوباء وهذا أمر طبيعي، وسوف تظهر كثير من النظريات الصحية بشكل دقيق، ولكن الأهم ليس هذا السؤال، بل القدرة على إنتاج لقاح مضاد له في حال ظهر مرة أخرى، وهذا هو المتوقع، فكثير من الباحثين يتحدث عن احتمالية كبرى لظهور هذا الوباء أكثر من مرة، حتى أن بعضهم ذهب إلى أنه يمكن أن يتحول إلى وباء موسمي في العالم يظهر خلال فترات متفاوته.


يبدو بوضوح أن مهمة الدول جميعها، وأيضاً منظمة الصحة العالمية، يجب أن تركز حالياً على البحث عن علاج وإنتاج لقاح في أقل وقت ممكن، بعيداً عن استخدام الأسئلة الباحثة عن المصدر، بينما الفيروس يجوب العالم.


لن يجد العالم جواباً عن الكيفية التي أتى بها كورونا إلى العالم، وهذه حقيقة يسندها التاريخ، ولكن سوف يجد العالم كله في هذا السؤال مادة سياسية وإعلامية قد تستغرق سنوات، ولكن دون جدوى، لأنه من غير الممكن أن يعد هذا الوباء مفتعلاً، لأن الافتعال يعني أن العالم أمام نهايته بحرب مدمرة تقضي على كل الفرص.