السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

من يدفع ثمن الخسائر؟

لا اعتقد أن عالم ما قبل كورونا سوف يبقى على حاله، لأننا الآن أمام ميلاد عالم جديد، ولأن الحكومات التي لم تستطع أن توفر الرعاية الصحية لشعوبها سوف تواجهها عواصف من الرفض، ولا بد أن تدفع الثمن.

هناك خسائر ضخمة في الاقتصاد أمام كارثة البترول وانخفاض أسعاره وتوقف السياحة وإغلاق الحدود، وقبل ذلك مرتبات العمال التى ستكون سبباً فى إفلاس عدد كبير من الشركات الضخمة.

إن الشيء المؤكد أن هناك قائمة من أسماء الدول التي ستدفع حكوماتها الثمن، وإذا كان البعض منها يضع الخسائر المالية في المقدمة، فإن الخسائر البشرية سوف تفرض نفسها على دول العالم، حتى وإن ادَّعت أنها لم تقصر في أداء واجبها.


كيف يقف البيت الأبيض ورئيس أمريكا أمام معارضيه، بل أمام الرأي العام الأمريكي، بعد الخسائر البشرية التي لحقت بالشعب الأمريكي، لا سيَّما أن أعداد المصابين حول العالم وصلت حتى الآن، إلى أكثر من 3.75 مليون مصاب، وبلغ عدد الوفيات 258 ألف فرد، وهذه الأرقام لن تمر أبداً بسلام.


إن الولايات المتحدة وحدها تجاوزت رقم 1.24 مليون مصاب، وهناك أكثر من 72 ألف وفاة، وبلغ عدد الوفيات في إسبانيا 25.6 ألفاً، وعدد المصابين 250 ألف مصاب، وجاءت إيطاليا في المرتبة الثالثة في أعداد الضحايا بأكثر من 213 ألف مصاب، و29.3 ألف وفاة، وبلغ عدد المصابين في إنجلترا 195 ألف مصاب، و29.4 ألف وفاة، أما الصين، فكان عدد المصابين 82.8 ألفاً، والوفيات 4633.

هذا بخلاف عشرات ومئات الحالات في دول أخرى مثل: إيران وتركيا وروسيا وألمانيا، ولعل من أهم الأسئلة المطروحة بعد كل هذه الأرقام، هي: كيف فشلت حكومات هذه الدول، وهي قمة التكنولوجيا والتفوق العلمي، في أن تحمى شعوبها من هذه الكارثة؟ وأين مراكز الأبحاث والعلماء وأساطير الطب والمعدات الحديثة؟ وماذا سيقول المسؤولون في هذه الدول؟ وما هي الإجابات التي يمكن أن تُرضي شعوبهم؟

لقد عاشت هذه الشعوب في ظل أكذوبة كبرى عن الطب والعلاج والتأمين الصحي، وحين حدثت الكارثة اتَّضحت الحقيقة المؤلمة.

من ناحية أخرى، هل يمكن أن يبقى أصحاب القرار في هذه الدول في مواقعهم بعد الآلاف الذين ماتوا والملايين الذين أُصيبوا؟ وهناك انتخابات على الأبواب في البيت الأبيض، لانتخاب رئيس جديد لأمريكا، فهل يمكن أن يختار الشعب الأمريكي دونالد ترامب مرة أخرى بعد كل مظاهر الفشل في تجربته مع كورونا؟ وهل يمكن أن تنجح الرأسمالية الأمريكية في إنقاذ مغامرها الأكبر، رغم خسائرها الضخمة؟ وإن ما ينطبق على أمريكا سوف ينطبق على دول مثل: إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا، لأن حكومات هذه الدول سوف تلقى معارضة شعبية رهيبة، وإن سقوط هذه الحكومات في كارثة كورونا سوف يكون بداية سقوطها، خاصة أنها حكومات جاءت من خلال انتخابات حرة، وهل يمكن أن تسقط الديمقراطية وتكون من بين ضحايا كورونا؟