الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

عالم ضعيف في مواجهة الأزمة

كيف واجه الاقتصاد العالمي وجهاً لوجه الهبوط الأسوأ (والأكثر تزامناً) في التاريخ؟ وما هي الدروس التي يمكن أن نستخلصها كأفراد وشركات وصناع قرار، من الأزمة الحالية من أجل المستقبل؟

هذه الأسئلة التي شغلت ـ وتشغل ـ العالم كله هذه الأيام، الجميع يحاول التوصل إلى إجابات، ومن بين المحاولات الجادة والمهمة للإجابة عنها أتت المحاضرة المهمة التي ألقاها دكتور محمد العريان الخبير الاقتصادي العالمي الأسبوع الماضي عبر الفيديو.

من بين أهم ما جاء في المحاضرة الإشارة إلى أن العالم دخل الأزمة الحالية في موقف «ضعيف للغاية»، لأنه لم يحقق أبداً نمواً شاملاً ومستداماً في أعقاب الأزمة المالية العالمية، وقلل من أهمية اتخاذ إجراءات لحماية المناخ، ولم يتصدَّ بشكل مناسب لأزمات عدم المساواة العالمية، والآن، من المتوقع أن نشهد انكماش اقتصادات كبرى بأكثر من 10%.


الدول النامية لا يمكن أن تنأى بنفسها عن تلك الوقائع العالمية، فمثلاً في الوقت الذي يطرق فيه الانكماش أبواب الأسواق النامية، فإن مصر وأسواق نامية أخرى من المتوقع أن تتأثر سلباً، بسبب تراجُع أحجام الصادرات، وأسعار السلع الأساسية، والاستثمار الأجنبي المباشر، والتحويلات من الخارج، والسياحة.


على صعيد السياسات، فإن هناك بعض الحكومات وصُنَّاع القرار الذين اتخذوا منفردين نهج «اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات»، ولكن رد الفعل الدولي الجماعي حتى الآن كان «محبطاً»، خاصة عندما تضع في الاعتبار أن هذا التفشي يعد مشكلة ومسؤولية دولية، وفق ما يقوله العريان.

الفراغ الذي خلفه اللاعبون التقليديون، مثل مجموعة الدول السبع الكبرى، دفع دولاً أفريقية، والأمم المتحدة، ومجموعة الـ20، وآخرين، إلى قيادة وتنسيق الاستجابة للأزمة.

من الأسئلة المحيرة: لماذا لم تضرب الجائحة أفريقيا كما فعلت في إيطاليا ونيويورك على سبيل المثال؟ ولماذا لم نشهد تفشياً ضخماً للحالات في دول جنوب الصحراء الأفريقية، حيث لا يوجد في الأصل استعداد لدى أنظمة الرعاية الصحية لمثل هذا التحدي؟

لا أحد على يقين حتى الآن حول أسباب انخفاض معدلات انتشار فيروس كورونا الجديد في القارة الأفريقية، بما في ذلك مصر، وما إذا كان ذلك بسبب ارتفاع نسبة الشباب ممن قد يصابون بالمرض دون أعراض، أو بسبب المناخ الحار، أو على أسوأ الفروض بسبب أن الفيروس سيستغرق مزيداً من الوقت كي ينتشر في القارة؟