الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مرحلة صعبة.. ومعضلة كبرى

في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العالم، والتي لم تشهدها الأجيال الحالية من قبل، تتراءى أمامنا مجموعة من الإشكاليات الأخلاقية الكبرى، ونحار في إعطاء رأي بشأنها، من أبرزها: المصالح المتعارضة ما بين مُلّاك الشركات والموظفين العاملين لديهم.

فكثير من الشركات سارعت إلى اتخاذ إجراءات تقشفية غير مسبوقة للسيطرة على نفقاتها، تنوعت ما بين الاستغناء عن فئات من الموظفين، وتخفيض أجور وإعطاء إجازات مفتوحة من دون راتب لفئات أخرى.

مُلاك الشركات يتألمون من الخسائر الفادحة التي يتعرضون لها، وعندما يحاول البعض ثنيهم عن بعض القرارات المؤلمة يتذرعون بخطر الإفلاس الذي يلوح في الأفق، وهو دون شك خطر حقيقي، ويلوح فعلاً.


نأتي للطرف الآخر من المعادلة، وهم الموظفون الذين يعملون لديهم، ويعيلون أسراً تعتمد في تغطية نفقاتها على الراتب المتفق عليه مسبقاً مع شركاتهم، فنجدهم في حالة يرثى لها من القلق والإحباط والخوف مما ينتظرهم في المستقبل، وعندما تقول لهم استعدوا من الآن لما قد تحمله الأيام المقبلة من مفاجآت غير سارة؟ يردون على الفور: «وماذا بمقدورنا أن نفعل، وكل الشركات ترغب في تسريح موظفيها، ولا تفكر مجرد تفكير في استقطاب موظفين جدد، مهما بلغت درجة كفاءتهم؟».


من وجهة نظري، الحل يبدأ بالعمل على ضمان استمرارية الشركات في السوق، واستمرار عجلة الإنتاج في الدوران، حتى لو تطلب الأمر من المُلاك تحمل بعض الخسائر، ومن الموظفين التنازل عن نسبة من رواتبهم، حتى تمر هذه الأزمة بسلام، ومن ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه.