السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ارتدادات ما بعد الأزمة

منذ بداية السنة ونحن في الإمارات نمر بالعديد من التحديات المصاحبة لجائحة كورونا شأننا شأن باقي دول العالم، وبفضل الله استطاعت أجهزة الدولة التصدي لتلك التحديات ومعالجة أغلب تبعاتها المباشرة. فما نظم التعليم عن بعد، العمل عن بعد، إغلاق الأسواق، برنامج التعقيم الوطني، وخطط دعم الاقتصاد بمليارات الدراهم سوى جوانب من تلك المعالجات الناجحة.

بعض تلك المعالجات هي ثمار يانعة لسنوات التخطيط والعمل الدؤوب، فبينما توقف التعليم وأغلقت المصالح الحكومية وخلت المحال التجارية من المواد الغذائية في بعض البلدان؛ حصل عندنا انتقال سلس للمسارات بدرجة ملفتة تستحق الدراسة والكتابة عنها ضمن قصص النجاح العالمية.

لكن لكل أزمة ارتداداتها وتأثيراتها الجانبية، التي يمكن أن تشوه الإنجازات إذا ما تغافلنا عنها، وحاولنا إخفاءها تحت البساط الجميل لتلك الإنجازات.


إن البحث عن تلك التأثيرات السلبية من أوجب واجبات مرحلة ما بعد تجاوز الصدمة الأولى بنجاح، وأفضل وسيلة لذلك هي الاستماع لصوت الميدان والمتأثرين بتلك العلاجات، فلأولياء الأمور والهيئة التعليمية وحتى الطلبة انطباعات تخصُّ التعلم عن بعد، وللموظفين وذويهم والإدارات والمتعاملين انطباعاتهم أيضاً بشأن التعليم عن بعد، كما أن للتجار والمتسوقين والعاملين ما يقولونه بشأن الأسواق.


فلا يعقل مثلاً أن تُضاعف الواجبات المدرسية، وتعقد الاختبارات في المساء، وكأن اليوم كله بات مباحاً للتعليم، أو أن يجتمع المدير بموظفيه بعد منتصف الليل، أو أن يبدأ موظف خدمة العملاء عمله من بيته متأخراً ومؤخراً مصالح المراجعين.

وأما الارتدادات الاقتصادية فحّدث ولا حرج، وما يبدو هامشياً الآن قد يتحول إلى معوقات حقيقيّة إن لم نستمع ونتدارك الآن.