الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

إيران تغازل «الشيطان الأكبر»

مع تشكيل الحكومة الجديدة في العراق برئاسة مصطفى الكاظمي، الذي لا ينتمي أو لا يؤيد تيارات الإسلام السياسي الشيعية والسنية، والدعم الشعبي الذي تلقاه، إضافة إلى تأييد الكتل الكردية والسنية والشيعية المعتدلة له، شعرت إيران بالخطر على نفوذها داخل بغداد، لا سيما وأن طهران تمر بأوضاع اقتصادية وأمنية وصحية صعبة للغاية.

حكومة الكاظمي هي الأولى منذ 2005 التي لم تتدخل إيران في تشكيلها، بل إن الأحزاب المؤيدة لطهران منحت الثقة لها في البرلمان، باستثناء كتلة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، بل الأكثر من هذا هو أن أقطاب النظام الإيراني، وفي مقدمتهم المرشد علي خامنئي بعث برسائل مبطنة تدعو للتقارب مع الولايات المتحدة.

وفي تغريدة لخامنئي تتحدث عن شجاعة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه حينما تصالح مع خصمه الخليفة الأموي معاوية بن سفيان، مع أن ملالي إيران لا يعترفون بالحكم الأموي، ويهاجمون بني أمية من فوق منابرهم، بل يعتبرون الحسن قد تراجع عن قضية الثأر لخلافة والده الإمام علي، ويشيدون عادة بشجاعة أخيه الأصغر الحسين.


وكتب خامنئي في تغريدته: «أعتقد أن الإمام الحسن هو أشجع شخصية في تاريخ الإسلام، حيث قام بالتضحية بنفسه وباسمه بين أصحابه المقربين منه، في سبيل المصلحة الحقيقية، فخضع للصلح، حتى يتمكَّن من صون الإسلام وحماية القرآن وتوجيه الأجيال القادمة».


اعتبر محللون إيرانيون أن هذه التغريدة تشير بوضوح إلى تراجع طهران عن مواقفها المتشددة تجاه التفاوض مع واشنطن.

وجاءت مواقف بعض الكتل الشيعية العراقية منسجمة مع توجهات خامنئي، حيث سارعت، وبعد أقل من 48 ساعة على تمرير البرلمان العراقي حكومة الكاظمي، تحركت كتلة الفتح النيابية بزعامة هادي العامري المعروف بولائه لطهران إلى مناشدة واشنطن «زيادة دعمها للعراق».

رئيس الكتلة محمد الغبان الذي كان وإلى وقت قريب، قبيل تشكيل الحكومة الجديدة، يهدد ويتوعد القوات الأمريكية في العراق، ناشد واشنطن بألا تنحاز إلى أي طرف في العراق، وقال: «إن عليها أن تؤكد للشعب العراقي جدّيتها في تقديم المساعدة له، وليس انحيازها لطرف سياسي عراقي ضد طرف آخر».

المراقبون السياسيون العراقيون اعتبروا هذه التصريحات بمثابة «الغزل الإيراني لأميركا»، التي كانوا يطلقون عليها لقب «الشيطان الأكبر».