الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

شكل العالم مستقبلاً

السؤال الذي أصبح حاضراً في كل نقاش الآن، هو كيف سيكون العالم في فترة ما بعد كورونا؟ هنا أستحضر مرة أخرى محاضرة الدكتور محمد العريان، المتوقع، بل هو ما بدأ بالفعل، ستتزايد الديون لدى الجميع، وستقترب مستويات الديون في الاقتصادات المتقدمة من معدلات الأسواق الناشئة، وستكون الأولوية لدى صناع القرار على المدى القريب، هي إنهاء المشكلات المُلحَّة، مثل: فقدان الوظائف المؤقت، وتدهور إيرادات الشركات.. إلخ، والوسيلة المتاحة لحل تلك المشكلات الملحة هو الاقتراض، ورغم أن تراكم الديون يبدو أمراً مزعجاً، إلا أنه خيار أفضل بكثير من عدم تقديم الدعم لمن يحتاجه حالياً.

من ناحية أخرى، يبدو أننا في طريقنا إلى دخول عصر انحسار العولمة، والجانب الجيوسياسي في الصدمة التي تلقاها النظام العالمي، والتي تنبئ بموجة من «الغضب السياسي»، ستجعل استمرار سياسات العولمة أمراً صعباً، وأيضاً تغير سلوك الشركات سيكون محركاً أساسياً في انحسار العولمة، وسيشمل ذلك المزيد من إعادة التوطين لسلاسل التوريد، وأيضاً المزيد من الترابط بين القطاعَين: العام والخاص.

كما ستكون هناك حاجة لتبنِّي مزيج من التدابير الدفاعية والهجومية، حيث ينبغي أن تصمم السياسات الدفاعية بحيث تشتمل على قدر من المرونة وتوافر الخيارات، في حين ينبغي أن تتسم التدابير الهجومية بالبراعة والفكر الابتكاري.


مرحلة الدفاع هي ما نشهده في الوقت الحالي، وتتمثل في طريقة التعامل كأفراد وأسر وشركات وحكومات وأيضاً على الصعيد العالمي، ولكي يكون العالم على أهبة الاستعداد للمرحلة التالية، يجب أن يضاف إلى الفكر الابتكاري مرونة الاختيار بين سيناريوهات متعددة.. يبدو أنه أصبح على العالم تعلم كيفية «التعايش مع المرض، وحتى يتاح لقاح أو علاج ستكون الحاجة إلى تعلم أمرَين: الأول هو كيفية التقليل من الأثر المدمر الذي أحدثه الوباء، ويشمل ذلك تدعيم البنى التحتية الصحية للدول بأَسِرَّة المستشفيات، وأجهزة التنفس الصناعي، وغيرها من المستلزمات الصحية الضرورية، والأمر الثاني هو: أن الاقتصاد العالمي سيظل في مواجهة «رياح معاكسة»، ولكن يمكن التغلب على ذلك بالاستثمار في رأس المال البشري، وتحسين مناخ الأعمال، وهي أمور من شأنها مجتمعة أن تقود النمو الاقتصادي من جديد.