الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

العيد.. ومؤامرة كورونا

الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة، وينسبون أي حادث أو جائحة إلى أنها مؤامرة عالمية ضد العرب والإسلام، فضحهم فيروس كورونا، وبرهن لهم بأنه حقيقة قاتلة تصيب كل البشر بلا تمييز عنصري من حيث القومية والدين والمذهب، متجاوزاً خطوط الطول والعرض والتضاريس والعادات والتقاليد.

أقول ذلك مع انتشار آراء أصحاب نظريات المؤامرة التي لا أؤمن بها، بأن فيروس كورونا صدَّرته الإمبريالية العالمية، لتفرق بين العرب والمسلمين خاصة في شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك، ولتمنع المسلمين من أداء فروضهم وواجباتهم الدينية خاصة صلاة العيد، لا سيَّما أن هناك كثيراً من الدول الإسلامية، ومنها العراق، التي فرضت حكومته حظر التجوال في العيد، منعاً للتجمعات التي تسهل انتشار الفيروس وتزيد من ضحايا هذه الجائحة القاتلة.

لا أريد هنا أن أكرر قول شاعرنا المتنبي: «عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ» والذي نتشدق به مع كل عيد، فالأزمات والمشكلات إن لم أقل المصائب، تحاصر عالمنا العربي والإسلامي على مدار أيام السنة، والمتنبي لا علاقة له بجائحة كورونا ولم يقل قصيدته هذه لانتشار هذا الفيروس، ولا بمناسبات الاقتتال بين المسلمين، أو احتلال إسرائيل لفلسطين والسيطرة على المسجد الأقصى، ولا جرائم إيران ضد العراق ولبنان وسوريا، ودول الخليج العربي.


إذن ليست هناك أي مؤامرة ضد عيد الفطر، ولن تكون هناك مؤامرة مقبلة ضد الحج لمكة المكرمة، وعلى العرب والمسلمين أن يتخلوا عن هذه الأفكار، ويتطلعوا للمستقبل، ويندمجوا مع بقية دول العالم لوضع الحلول والمساهمة بمحاربة الفيروس، وتحسين الاقتصاد العالمي واقتصاديات بلدانهم، وركوب موجات التطور، تماماً مثلما فعلت وتفعل دولة الإمارات العربية المتحدة.


إن أبرز أسباب التخلف التي تعاني منها غالبية دول عالمنا العربي والإسلامي هي: الإيمان بنظرية المؤامرة، فهذا الاعتقاد بحد ذاته هو المؤامرة الحقيقية والعملية الملموسة ضدنا وضد تقدمنا وتطور شعوبنا، ويجب التخلص من هذه الغيبيات، التي أوصلتنا إلى هذا الحد من التفكير السلبي.

اطمئنوا أيها العرب والمسلمون، جائحة كورونا ليست مؤامرة ضد عيد الفطر ولا ضد طقوسنا، فقد سبق وأن منعت هذه الجائحة أعياد القيامة للمسيحيين في جميع دول العالم، ووقفت ضد صلاتهم في كنائسهم، ليس لنا سوى القول عيدكم مبارك، ويعيده الله عليكم، وعلى الإنسانية جمعاء.