الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

العالم ضد ضم إسرائيل للضفة

الكل يعلم بأن الائتلاف الحكومي، الذي تشكل مؤخراً في إسرائيل يشمل ضمن شروطه تبنّي الحكومة الجديدة لقانون يسمح بضم أراضي الضفة الغربية المحتلة رسمياً في بداية شهر يوليو المقبل.

ولقد أعلنت العديد من الشخصيات السياسية البارزة، وخاصة في الاتحاد الأوروبي، عن معارضتها لهذا المشروع وإدانته، وجاء التنديد الصريح بهذه الخطط على لسان المرشح عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن، وعبّر العديد من أعضاء الكونغرس الأمريكي المؤثرين، بمن فيهم الجمهوريون والديمقراطيون، عن نواياهم الواضحة بالامتناع عن تأييد القرار الإسرائيلي.

وأعلن وزراء خارجية الدول العربية عن شجبهم وإدانتهم للمشروع، وقال العاهل الأردني الملك عبدالله خلال لقاء صحفي: إن ذلك سوف يؤدي إلى «صراع واسع النطاق»، كما أعلنت سلطات دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى عن رفضها القاطع لمشروع الضم.


وقالت تقارير صحفية روسية وأجنبية عديدة: إن روسيا اقترحت عقد قمة فلسطينية - أمريكية في جنيف لوقف المزيد من التدهور الذي يتعرض له مشروع التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وزعمت بعض تلك الصحف بأن هذه «المبادرة» طرحت من طرف الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا ونائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف خلال اتصال هاتفي تم يوم 19 مايو الجاري مع مساعد رئيس الولايات المتحدة والممثل الخاص للولايات المتحدة في المفاوضات الدولية آفي بيركوفيتس.


وهكذا، نجد أنفسنا مرة أخرى أمام ممارسات التزييف والتضليل التي يتبعها بعض الأوساط الإعلامية الغربية المشبوهة، وصحيح أن هذه المحادثة تمت بالفعل يوم 19 مايو مثلما ذكرنا في مقال تم نشره على موقع وزارة الخارجية الروسية، والتي جاءت بناء على طلب مباشر من شركائنا الأمريكيين، وكان الموضوع الرئيسي الذي تناولته المحادثة يتعلق بالفرص الممكنة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية دولية، ولم يتطرق أحد على الإطلاق لفكرة عقد القمة الفلسطينية ـ الأمريكية المزعومة، ولم يتوجه أحد بالسؤال إلى الروس حول هذا الموضوع على الإطلاق.

وكما هي العادة حول ثبات المواقف الروسية، فلقد جدد الجانب الروسي تأكيده على الالتزام الراسخ باتفاق الإطار القانوني الدولي للتسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك الفكرة غير القابلة للتبديل ولا للتعديل لمبدأ قيام الدولتين لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويضاف إلى ذلك ضرورة الإشارة إلى استعداد روسيا للمشاركة الفاعلة في اللجنة الرباعية للشرق الأوسط للوسطاء الدوليين، التي تضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، من أجل عقد اجتماع موسع بهذا الشأن في أقرب وقت ممكن، مثلما دعا إلى ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومن المحتمل أيضاً أن يشارك العديد من الدول العربية الرئيسية وممثلون عن جامعة الدول العربية في العوائد السياسية المترتبة على إقامة مفاوضات ثنائية مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحت رعاية دولية.