الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«الإسلام السياسي».. والعمل الخيري

تُحاول قوى الإسلام السياسي في الكويت احتكار العمل الخيري وجمعياته، فهي في حقيقة الأمر تريد اختطافه واستغلال الطبيعة الخيرة عند الكويتيين، الذين جُبل كثير منهم على فعل الخير ومساعدة الآخرين.

لقد برزت في الآونة الأخيرة مجموعة من الجمعيات الخيرية غير المحسوبة على تيار الإسلام السياسي، واستطاعت أن تفرض نفسها على الساحة، ولاقت قبولاً كبيراً عند الكويتيين بعد استيائهم من الممارسات غير المسؤولة والشبهات التي تدور حول عدد من الجمعيات التابعة للإسلام السياسي، واستطاعت أن تقوم بعمل بناء جداً في أزمة كورونا الحالية.

أمام هذه الأوضاع، بدأت جمعيات الإسلام السياسي بالتضييق على هذه الجمعيات، وتأليب وزارة الشؤون عليها، ومحاولة تشويه صورتها، بل وصل الأمر في بعض الأحيان للتحريض ضد ناشطي هذه الجمعيات الإنسانية، بعد تراجع الإقبال على جميعات الإسلام السياسي.


لقد استغلت جماعات الإسلام السياسي العمل الخيري، ووظّفته لخدمة المصالح الحزبية الخاصة والأهداف السياسية والانتخابية ودعم قوى العنف والتطرف، واستغلال الجمعيات وتكوين ثروة من ورائها عبر فتاوى لاستقطاع نسبة من التبرعات، ناهيك عن الانتفاع عبر تأجير منازل يملكها عناصرها وبأسعار مرتفعة.


إن العمل الخيري عمل إنساني يهدف إلى تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية لمن يحتاجها دون تمييز عرقي أو ديني أو مذهبي أو ثقافي إلخ.. ويفترض ألا يكون مولجاً أو يستغل لأهداف عقائدية أو حزبية أو للانتفاع، وهو للأسف ما يقوم به الإسلام السياسي.