الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قتْل «درودكال».. وميلاد إرهابي جديد

هلل كثير من المحللين والخبراء الأمنيين لخبر مقتل أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي «عبدالمالك درودكال»، المعروف باسم «أبومصعب عبدالودود»، في الخامس من يونيو الجاري، لكونه من أخطر الأمراء النشطين في رقعة جغرافية واسعة، من الجزائر حتى بوركينافاسو.

وقد عبر الإعلام الجزائري عن ارتياحه لمقتله بسبب تلطخ يديه بدماء الجزائريين الأبرياء، منذ أن كان ينشط تحت لواء الجماعة الإسلامية المسلحة المعروفة بـاسم «الجيا»، وبعدها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ورفضه الاستجابة لسياسة الوئام المدني. وبعد تلقيه ضربات موجعة ونقص مصادر تمويله لجأ إلى التمويل الأجنبي بمبايعته أمير القاعدة سنة 2007 وغيّر اسم تنظيمه إلى اسم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» فازداد دموية، واشتهر بخطف الرهائن وطلب الفدية من الدول الغربية لتحريرهم، فكانت تلك الأموال وسيلة لدعمه، الأمر الذي جعل الجزائر تطالب بتجريم دفع الفدية، وكان يحمل رقم عميل سري، لمخابرات دولة جارة للجزائر.

وبعد إسقاط «الناتو» وفرنسا نظام القذافي أصبحت ليبيا مخزناً للأسلحة، ووقع تمرد الطوارق في شمال مالي، واستفاد درودكال من ذلك الوضع، وظل يشكل تهديداً مستمراً للجزائر، رغم نجاح الجيش في تحقيق الأمن بفضل قوته وخبرته الطويلة في محاربة الإرهاب، واعتماده استراتيجية استباقية، وامتلاكه معدات حديثة في محاربته على غرار طائرات «الدرون».

أما بالنسبة لفرنسا، فإن مقتله يسهم في رفع معنويات الجيش والساسة الفرنسيين بعد فشل ملحوظ في إعادة الاستقرار لـ«مالي» من جهة، وفي وقف استهداف الجماعات الإرهابية للجيش الفرنسي أو المالي أو حتى القوات الأممية، رغم نشر فرنسا أزيد من 5 آلاف جندي منذ 2013 في إطار عملية «سيرفال» وبعدها «برخان» ثم قيادتها تحالفاً عسكرياً لـ5 دول من الساحل رفضت الجزائر المشاركة فيه، من جهة ثانية.

لكن بالنسبة لمستقبل الإرهاب بعد مقتل درودكال، فلا ينبغي التفاؤل كثيراً، فكم من أمير إرهابي قتل منذ عشرات السنين ولم يدفن معه الإرهاب؟.. ما يعني أن مقتل أمير لا يوقف الإرهاب بالضرورة، بل سيولد أمير جديد وتتم مبايعته وإعلان الولاء له.

ذلك أن المنطقة لا تزال تتوافر على عوامل تغذية الإرهاب، من ذلك الانهيار الأمني في مالي وليبيا، وضعف الدولة في معظم دول الساحل وتحولها لمنطقة عبور وتجارة كل الممنوعات، كما أن التواجد الأجنبي يولد فتاوى الجهاد للتحرر الوطني، ويضاف لهذا الفقر الذي يسهل التجنيد، فضلاً عن تحول الإرهاب إلى وسيلة سياسة دولية.