السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لهذا سيغادر ترامب من البيت الابيض

هناك أسباب كثيرة يمكن أن تحمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خارج أسوار البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة.. قد تكون كورونا هي أول الأسباب وأخطرها في تجربة ترامب في الحكم.

لقد كشفت كل جوانب القصور والتخلف في كل مقومات المؤسسات الأمريكية خاصة برامجها الصحية، وهذه المنظومة التي كشفت عن مستوى الأداء والعلم والطب والتكنولوجيا وكل ما كان يقال عن العبقرية الأمريكية، فكيف اتضح للعالم أنها أكذوبة كبرى، وأن هذا المجتمع الذي وصل إلى القمر منذ عشرات السنين وينافس الوصول إلى المريخ، قد عجز عن توفير احتياجات ضحايا كورونا من الكمامات والأدوية والأمصال وأجهزة التنفس الاصطناعي حتى تجاوز عدد المصابين رقم المليون وزاد عدد الموتى عن 100 ألف ضحية.

إن كورونا وحدها الأزمة والعجز والفشل لا تسقط رئيساً ولكنها تسقط دولة، وحين تعجز مؤسسات دولة أن تنقذ شعبها في محنة فإن ذلك يبرر ضرورة التغيير، وهذا ما يعنى أن الرئيس ترامب ليس لديه فرصة للبقاء في الحكم.


لقد سقطت على رأس ترامب وهو يعيش كارثة كورونا كارثة أخرى أشعلت الشارع الأمريكي، وهي اغتيال مواطن أمريكي بسيط تحت أقدام أحد رجال الشرطة في عملية همجية متوحشة، نكأت جراحا كثيرة لدى السود، وعادت بالذكريات إلى أشباح التفرقة العنصرية من أيام مارتن لوثر كينغ.


إن أخطر ما في مأساة التفرقة العنصرية في الشارع الأمريكي أن ترامب كان يحمل الكثير من جذور هذه المحنة سلوكيا وطبقيا، وكانت كل انتماءاته تدور حول إحساس يسيطر عليه يقوم على العنصرية في أبغض صورها، وقد انعكس ذلك في ردود أفعاله بعد مقتل جورج فلويد، حيث خرجت المظاهرات وحطمت أشياء كثيرة واقتحمت أسوار البيت الأبيض، حتى هرب الرئيس إلى أحد الخنادق في حديقة الرئاسة.

لقد ظهر الوجه الحقيقي للرئيس ترامب وهو يطالب الجيش بالنزول إلى الشوارع، وقام بتحية رجال الشرطة رغم كل ما حدث ورغم ثورة الشارع الأمريكي.

وواضح ان رصيد ترامب في الشارع قد تراجع كثيرا أمام مأساة كورونا ومقتل جورج فلويد، وإن بقي عنصر ثالث سوف يسد الطريق عليه وهو حالة الاقتصاد الأمريكي بعد كورونا، فهناك 40 مليون أمريكي سوف تجمعهم طوابير البطالة وهذه الكتلة البشرية سوف تعود باقتصاد العم سام إلى الوراء عشرات السنين.

وهناك أيضا مئات المصانع التي سوف تتوقف عن الإنتاج والتصدير، كما أن لدى أمريكا سلسلة من الأزمات الخارجية مع إيران وروسيا وهناك مواجهة مقبلة مع الصين قد تشعل حربا، وقبل هذا فإن تراجع أسعار البترول سوف تكون أزمة الأزمات، فلن يكون الخليج منقذا للرئيس ترامب كما كان في أيام سبقت، فيكفي العالم العربي ما يعانيه من الأزمات.