الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

سوريا.. هدوء حذر وإرادات متضاربة

لا يزال الوضع في سوريا هادئاً نسبياً، ففي منطقة خفض التصعيد في إدلب نجد أن وقف إطلاق النار قائم وتلتزم به كل الأطراف المعنية بشكل عام.

حيث تتواصل الدوريات المشتركة الروسية - التركية على جزء من الطريق السريع (M4)، الذي يربط بين حلب واللاذقية، ولا يزال العمل على تنفيذ اتفاق البروتوكول الإضافي ليوم 5 مارس الفارط يصطدم بمعارضة قوية من المسلحين.

ففي يوم 27 مايو الماضي، وخلال مرور دورية عسكرية تركية قام إرهابيون بتفجير لغم أرضي أدى إلى مقتل جندي تركي وإصابة آخر بجروح، وهذا ما يؤكد أن الإرهابيين الذين يعترف بهم مجلس الأمن هم حُكّام إدلب.


وجذبت العديد من المنشورات التي تتحدث عن خطط لإعادة تشكيل «هيئة تحرير الشام» انتباه المراقبين، حيث تدور حول تلميع سمعة الجماعة تمهيداً لإعادة تقديمها باعتبارها نوعاً من المعارضة السياسية.


لكن موسكو لم تتوقف عن التأكيد بأن هذا «الغزل» المتبادل مع الإرهابيين وخاصة من مجلس الأمن، هو محاولة مرفوضة لتقسيمهم إلى أيديولوجيين وعلمانيين، أو أبرار وأشرار، أو متطرفين ومعتدلين، حيث يأمل الروس بأن يفي شركاؤهم الأتراك بتعهداتهم بالعمل على تحييد الراديكاليين الذين يسيطرون على إدلب.

وفي منطقة حوض الفرات، تعرّضت الوحدات الكردية لعدة هجمات ناجحة أدت إلى تحرير سجناء، وتفاقم الوضع مع تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيمات النازحين المحليين بسبب عدم توافر ممرات مستدامة للوصول إليهم، وتبدو مخاطر انتشار العدوى الفيروسية بين نزلاء مخيم الهول عالية جداً علماً بأنه يضم 68 ألف نزيل.

ويقع هذا المعسكر قريباً من الحدود مع العراق، وفي منطقة يواصل محتلوها الأمريكيون استيراد البضائع والمواد المختلفة إليها بطريقة غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي وتوصيات الحجر، ولو حدث أن وصل فيروس كورونا إلى داخل المعسكر فسوف يصبح أكبر مركز لانتشار الوباء في سوريا.

وهناك وضع صعب آخر في مخيّم الركبان، الذي يقع في منطقة تخضع لسيطرة القوات الأمريكية، ويقول المدنيون الذين فروا من هناك إنهم رأوا قوافل الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وهي تحاول عبثاً الوصول إلى المعسكر بدون أن تتمكن من ذلك، كما يقول اللاجؤون إنهم لم يتلقوا أي معونة على الإطلاق، وأن الركبان أصبح سجناً حقيقياً بالنسبة لهم.

وبالابتعاد قليلاً عن هذه المنطقة، يمكننا أن نرى كيف أن السلطات السورية تساعد اللاجئين بمساعدة القوات الروسية على العودة إلى أماكن إقامتهم الدائمة.

ويواصل اللاجئون السوريون العودة إلى ديارهم، فخلال الأسبوع الماضي، عاد أكثر من 400 نازح بعد أن قطعوا الحدود اللبنانية - السورية.

يضاف إلى ذلك أن الحكومة السورية عمدت إلى إعادة أكثر من ألفي مواطن كانوا في الخارج أثناء انتشار جائحة فيروس كورونا.

ومن دواعي خيبة الأمل أن يعلن الاتحاد الأوروبي في نهاية شهر مايو عن إبقاء العقوبات المفروضة على سوريا، ولا شك أن ذلك يعمق الأزمة ولا يساعد على حلها.