نًوَّاب الوقت الضائع

في الكويت، هناك ظاهرة لافتة للنظر، حيث غاب عن الساحة السياسية نواب مجلس الأمة منذ 3 أشهر، وقد مرت العديد من القضايا المهمة مرور الكرام، ولم نسمع أي آراء تذكر فيها، والأدهى من ذلك أن مجلس الأمة لم يعقد خلالها أي جلسة تحت ذريعة جائحة كورونا، كما لم نرَ أي دعوة جدِّية من النواب لعقدها، علماً بأن يوم 30 يونيو الجاري هو آخر موعد لعقد جلسة للمجلس، وبعدها ستنتهي مدته.

وخلال الأيام القليلة ‏الماضية قام أحد النواب بالإعلان عن استجواب لوزير التربية والتعليم العالي، بحجة عدم إنهاء العام الدراسي، علماً بأن هذه المسألة لا علاقة لأعضاء المجلس بها، إنما هي من اختصاص القائمين على التعليم، كما قام نائب آخر ‏بتقديم استجواب مثير للجدل لوزير المالية، الذي اتّخذ عدداً من الإجراءات تصب في الصالح العام ومحاربة الفساد.

والاستجوابان المقدمان يعبران عن المصالح الانتخابية لمقدميهما، إذ سينتهي عمل المجلس في نهاية الشهر الجاري، ‏وستتم الدعوة إلى الانتخابات في الخريف المقبل، وبالتالي ما يقوم به عدد من النواب الآن هدفه التكسب الانتخابي لا المصلحة العامة، ذلك أن العديد منهم لم تصدر عنه تصريحات أو مواقف تذكر خلال السنوات الماضية من فترة تواجده في المجلس، ‏فهؤلاء ينطلقون من مصالح بعض مكونات دوائرهم الانتخابية كما هي الحال في استجواب وزير المالية،

والمتابعون لمجريات الأمور يدركون أن محاسبة ‏الناخبين في الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون عسيرة لأغلب النواب.