الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

مصر.. وحديث الإفك الإعلامي

في حالة سقوط مهني منقطع النظير، تواصل بعض وسائل الإعلام استهداف مصر بطرق أقل ما يقال عنها إنّها لا تمت للإعلام بصلة، بقدر ما تصب في اتجاه التحشيد والتأليب السياسي، وبإصرار عجيب على جر المصريين لمربع الفوضى الذي فشلت رهاناته في مراحل سابقة.

وتخوض قناة «الجزيرة» وأخواتها معركة مفتوحة، يمكن بسهولة التعرف على جوانب من خطابها الإعلامي التحريضي، الذي لا يترك شاردة ولا واردة تحدث في مصر من دون تضخيمها وإضفاء أبعاد سياسية سلبية عليها، بما في ذلك جائحة «كورونا» التي ضربت أركان العالم، بينما تفرغت «الجزيرة» لتتبع عثرات المؤسسات الصحية في مصر وهي تواجه الوباء في محاولة لاقتناص الأخطاء، وصولاً للإيهام بانهيار وشيك للقطاع الصحي في مصر، في الوقت الذي كان العالم يشاهد انهيار المستشفى الميداني المخصص لعلاج المصابين بالفيروس في الدوحة!

وقد تحول الاستهداف الإعلامي القطري المفضوح لمصر حكومة وشعباً، إلى مثار تندر وسخرية، جراء الطريقة الفجة والمتناقضة التي تتطرق فيها «الجزيرة» للحوادث العرضية التي يشهدها الشارع المصري المكتظ بالناس والحكايات، فشجار بين شخصين في أحد أحياء القاهرة القديمة قد يتحول إلى «ثورة عارمة»، بينما تغدو ورشات العمل المفتوحة لإنشاء الطرقات والجسور وتطوير البنية التحتية هدراً للمال العام!


وفي الآونة الأخيرة وقعت آلة الإعلام الموجهة تلك في فخ التناقضات الفاضحة بشكل متزايد، فمؤشرات التدخل المصري في ليبيا في نظر ذلك الإعلام ضرب من المعارك العبثية وتكرار لتجربة «اليمن»، فيما يردد الإعلام ذاته الأسطوانة المشروخة التي تسعى للإيحاء بعجز الجيش المصري عن الدفاع عن حق مصر في مياه النيل، والدفع لخوض حرب بلا أفق سياسي مع إثيوبيا.


وفي رصد صور التناقض الإعلامي تلك يمكن التوقف عند بعض مظاهر هذا الخواء والإفك الإعلامي الذي تتولى كِبْرَه قناة «الجزيرة» ومن خلفها جوقة الإعلام «الممول» و«المؤدلج»، حيث تبالغ هذه الوسائل في تصوير عظمة المشاريع التي يفتتحها الخليفة الافتراضي للإخوان في تركيا، فالقصر الذي يبنيه أردوغان انعكاس لعظمة «تركيا»، بينما إنشاء قصر رئاسي في مصر جريمة لا تغتفر!

ومن خلال تتبع طبيعة الخطاب الإعلامي لقناة «الجزيرة» وأخواتها، يمكن التوقف عند أمر بالغ الدلالة، وهو طريقة تعاطي هذه القناة مع «الإرهاب» في «سيناء»، حيث يتم إبراز عمليات الإرهابيين باعتبارها دليلاً على فشل وعجز الجيش المصري في محاصرة الإرهاب، بينما يتم تشويه عمليات الجيش المصري ضد بؤر الإرهاب في سيناء، وشيطنتها وتصويرها كانتهاكات تطال المدنيين!