الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

على عتبات عدوى جديدة

تميزت مستجدات انتشار عدوى جائحة فيروس كورونا في العالم مؤخراً بتضارب نتائجها وتوقعاتها، وتضاربت بيانات الاستقرار النسبي للمؤشرات الأوروبية مع معدل الانتشار العام للوباء على المستوى العالمي، حيث برزت من جديد احتمالات قوية لحدوث تدهور في منحنى انتشار الفيروس.

إن الأمر ليقتضي الإشارة إلى أن البيانات التي تشرح هذا التطور مستقاة أصلاً من سجلات تابعة لمنظمات صحية دولية مختصة، إذ تشير إلى أن العدد الإجمالي للمصابين عبر العالم تجاوز عتبة 8 ملايين، وبلغ متوسط عدد الإصابات الجديدة بالعدوى خلال الأسبوع الماضي وحده نحو 100 ألف حالة يومياً!

ففي عدة دول من جنوب وشمال أمريكا وجنوب آسيا ما زالت الإحصاءات المتعلقة بالإصابات الجديدة تسجل ارتفاعاً متواصلاً، وأصبحت هذه المناطق تنفرد بتسجيل معظم الحالات الجديدة في العالم أجمع.


ووفقاً لما يقوله بعض الخبراء الأجانب فإن الجائحة يمكن أن تصبح أحد عوامل زيادة حدة التوتر وعدم استقرار الأوضاع العالمية، وزيادة الميل للعنف وتزكية الصراعات الداخلية، ويمكنها أن تصيب اقتصادات العديد من الدول بأضرار بالغة.


ولقد دعا مدير منظمة الصحة العالمية «تيدروس أدهانوم غيبريسوس» دول العالم قاطبة والمنظمات الصحية المتابعة إلى تكثيف جهودها، وتوظيف المزيد من إمكاناتها لمواجهة هذا الوباء الخطير ذي القدرة العجيبة على اختراق الحدود، وجدد تحذيره من افتعال التفاؤل المفرط وغير المبرّر حتى في تلك البلدان التي حققت بالفعل تقدماً لافتاً في صراعها ضد هذا التحدي الفيروسي الجديد.

وفي خضم هذه الأزمة المقلقة، تلقّت الحكومة الروسية طلبات من دول عديدة لمساعدتها على مكافحة انتشار الجائحة، من بينها 29 دولة أفريقية، وحتى الآن تم تسليم مساعدات لجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تضم 28 ألف وحدة لتجهيز المختبرات وما يزيد على 8 آلاف جهاز للحماية الذاتية، وأكثر من 20 وحدة طبية متنقلة، بالإضافة إلى عدد من الخيام الطبية والتجهيزات الضرورية لبناء مركبين طبيين جديدين.

ومن جهة أخرى، أرسلت روسيا لدولة جنوب أفريقيا 50 جهازاً للفحص عن الفيروس، ويتدارس الخبراء الروس فكرة إرسال تجهيزات ومواد طبية لدولة غينيا كذلك، ومنذ انتشار جائحة كورونا إلى اليوم أرسلت روسيا معونات غذائية تقدر بـ172 طناً لاتحاد جزر القمر و500 طن لمدغشقر.

وتخطط روسيا من جهة أخرى لزيادة مساهمتها المادية لدعم صندوق برنامج الغذاء العالمي بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي، بحيث يوزع المبلغ بالتساوي على كل من بوروندي، وجيبوتي، والصومال، وسيراليون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، بالإضافة لـ10 ملايين دولار أخرى لدعم صندوق الأغذية والزراعة التابع لمنظمة الأمم المتحدة من أجل مكافحة غزو الجراد في شرق أفريقيا، بحيث يتم اقتسام المبلغ بين كينيا، وأوغندا، وإثيوبيا، بواقع 3 ملايين دولار لكل منها، ويتم منح المليون دولار المتبقي لدولة جنوب السودان.