الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حاكم المطيري.. وإخوانه

في مصنف عبدالرزاق الصنعاني أن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أوصى أبا مسعود البدري رضي الله عنه فقال له: «إن الضلالة حق، الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكر قبل اليوم، وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل اليوم، وإياك والتلون فإن دين الله واحد».

هذه وصية عظيمة من هذا الصحابي الجليل، فهي تتحدث عن تغير الأحوال، فقد يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً في بعض الأحوال، وقد يتلون الناس ويتغيرون وتتبدل أفكارهم بسبب اتباع الهوى والجري وراء حطام الدنيا، حتى وإن كانت المسألة متعلقة بسفك الدماء والعلو في الأرض، ومن أوضح الأمثلة على ذلك تسريبات لتسجيلات صوتية لحاكم المطيري، فهو المعروف بغلوه في محاربة الحكام ووصفهم بأشنع الألقاب، بل خرج علينا قبل أيام يسيرة متهماً الدول العربية والخليجية خصوصاً بالردة الجماعية، فلما ظلم وافترى جاءه الجزاء العدل في هذه الدنيا، نعوذ بالله من الشماتة ونسأل الله العافية والسلامة، فهذا الذي يغرد بقوة وشجاعة ويهاجم الحكام ويكفرهم ويدعو للثورات يقف عند القذافي ويخاطبه بذل وتودد، مثنياً عليه، زاعماً أن القذافي يستحق عناء السفر إليه، ويخاطبه بالأخ القائد، وبعد أن خرج من عنده هاجمه أشد الهجوم في مواقع التواصل وأدخله ضمن الطغاة، في تلون واضح وكذب وخداع للناس.

هذا حال حاكم وإخوانه، تراهم يهاجمون الطغاة كما يزعمون، فإذا وقفوا بين يدي الحكام تغير كلامهم ولانوا وخضعوا، فإذا خرجوا من عندهم سبوهم وشتموهم، قال صلى الله عليه وسلم: «إن من شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» رواه البخاري ومسلم، ومن أوضح الجماعات في التلون والتغير جماعة الإخوان، فتراهم يكذبون ولا يستحون من الكذب، بل يغدرون ويخونون، ففي بعض المجالس يهتفون ضد إيران ثم تراهم يمدحونها، وتراهم يمجدون السعودية ثم في الواقع يحاربونها، ومن وثق بجماعة الإخوان فهو كالظمآن المخدوع بالسراب، فعليهم والله أن يتوبوا إلى الله ويرجعوا صادقين عن هذه الأفكار المنحرفة وعن هذا التلاعب العظيم بدين الله، فكم غرروا بالناس وخدعوهم لتحقيق أهدافهم الحزبية وأطماعهم السياسية.


وفي المقابل، تجد الصادق مع الله ممن لزم منهج السلف الصالح في مسائل تحريم الخروج على الحكام وحرمة إراقة دماء الأبرياء على قاعدة واحدة فكلامه لا يتغير ولا يتبدل، فاللهم ثبتنا.