الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الأمن العربي.. تحديات ومواجهة

الأمن القومي يعكس قدرة الدول على الدفاع عن أمنها وحماية استقلالها وسيادتها، وتسربت فكرة الأمن القومي إلى عالمنا العربي في بديات القرن الماضي، عبر محاولات الدول العربية الانفكاك المباشر عن الدولة العثمانية، وقد واجه الأمن القومي العربي الكثير من التحديات النظرية والتطبيقية وخاصة في المرجعيات الخاصة بكل دولة عربية ونظرتها إلى مفهوم القومية العربية.

وعبر التاريخ واجه الأمن العربي أزمات عدة ما زالت تطل علينا، وخاصة عندما لجأت بعض الدول العربية إلى مهاجمة دول عربية أخرى أو الاستعانة بقوى خارجية لاختراق العالم العربي، ومهما كانت السيناريوهات التي تضعف من حالة الأمن القومي العربي، والتي يدعى بعضها عدم وجود منظومة عربية يمكنها تقرير الكيفية التي يمكن من خلالها صيانة وحماية الأمن العربي، إلا أنه يجب الإدراك أن الأمن القومي العربي موجود وبفاعلية وخاصة في أجندات الدول العربية الكبرى التي تشكل ميزان هذا الأمن.

وإن العالم العربي يواجه اليوم نتائج متعددة لأسباب تشكلت خلال العقد الماضي عندما بدأت الثورات العربية بتغيير الكثير من الصور في الخارطة السياسية لدول عربية كبرى، ومن تلك النتائج المحتملة التي أعقبت ظاهرة الثورات العربية، أن تحاول دول متعددة مثل تركيا أو إيران اختبار متانة الأمن القومي العربي عبر تهديد مكوناته، إما بالتدخل المباشر أو بتشجيع المسارات السياسية المنحرفة كما يحدث في ليبيا من قبل تركيا، وفي ذلك تهديد مباشر للأمن القومي العربي.


خلال الأيام القليلة الماضية تصاعد الإحساس من جديد بمفهوم الأمن العربي الذي يبدو أنه مهما كان مريضاً إلا أنه لا يمكن أن يموت كما يعتقد الكثيرون، فلقد كان خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مؤشراً دقيقاً على أن الأمن القومي العربي ما زال حياً، والدول العربية الفعالة سواء في أفريقيا أو الخليج العربي ما زالت تدرك وتتفاعل مع هذا المفهوم المحدد لسلامة الأراضي العربية بكل جدية.


إن الصوت المصري الذي أطلقة عبدالفتاح السيسي لقي استجابة كبرى من الدول العربية التي تضامنت مع الموقف المصري، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لتشير وتوضح أن أي تهديد للأمن القومي العربي لن يمر مرور الكرام بل سوف يتم التعامل معه بكل حزم.

إن تحديات الأمن القومي العربي مهما كانت تعقيداتها فإنها لن تصل إلى درجة يمكنها أن تتجاهل وتنال من المنظومة العربية أو تهددها.