الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أين إسرائيل.. ذلك الوجود الغامض؟

لا أعتقد أن العالم قد عاش من قبل مثل هذه الأحداث، التي تدور في أكثر من دولة وأكثر من مكان، إلا إذا استعاد ذكريات الحرب العالمية الثانية وما تركته في العالم من دمار.. فالعالم الآن يشهد الحروب والأوبئة والأزمات والتحديات، ولا توجد منطقة لا تحيط بها المخاطر، وعلي سبيل المثال، فإن العالم العربي يواجه ظروفاً صعبة ما بين الحروب الأهلية والانهيارات الاقتصادية، وآخرها ما حدث في أسعار البترول.

وهنا ظهرت الأطماع وبدأت الصراعات بين القوى الإقليمية، حيث أن الكل يبحث عن دور.. لم تعد إيران تهدد الخليج فقط أو تخوض حرباً في اليمن من خلال الحوثيين، ولكنها تحارب في سوريا، وتهدد العراق ولبنان، وتدير صفقات سرية مع تركيا، والقوى الروسية تعبث في سوريا والبحر المتوسط وليبيا، وتعقد صفقات السلاح بأرقام مذهلة.

وفي منابع النيل ـ حيث عاشت مصر آلاف السنين ـ تدور المؤامرات، ويتراجع الدور الأمريكي أمام مشكلات وأزمات تحاصر الشعب الأمريكي بين وباء رهيب وانتخابات غامضة، ويقف الاتحاد الأوروبي ممزقاً ما بين صراعات لا تتوقف بين دول تجمعها المصالح والجغرافيا وشيء من التاريخ، وكل دولة تبحث عن ملاذ أمام أطماع لا أحد يخفيها، لآن ألمانيا لها حسابات وإيطاليا لها أطماع واليونان تقف علي الحافة، وهناك صراع خفي بين فرنسا وتركيا قد يصل إلي مواجهة حادة في البحر المتوسط، وربما داخل ليبيا من أجل حقول البترول.


وسط هذه الصورة الغامضة في كل تفاصيلها تبحث عن إسرائيل ولا تجدها في أي موقع.. حاول أن تسأل نفسك وسط هذه الجيوش التى تتحرك، والأطماع التى تبحث عن غنائم والصراعات التي لا يعرف أحد إلى أين تأخذ العالم، أين إسرائيل وسط هذه الظروف؟


لا صوت لإسرائيل، إذْ لم تنطق بشيء حول ما يجرى في مياه البحر المتوسط، والصراع يجرى أمامها، رغم أنها تنعم كل يوم بما فيه من الغاز والبترول.

أين إسرائيل من الأحداث الدامية فى ليبيا، وهى تحمل مخاطر كثيرة لجميع الأطراف مصر وفرنسا والعالم العربي وتركيا وقبل هذا روسيا؟

أين إسرائيل في منابع النيل وإثيوبيا وسد النهضة؟ وهي تعرف ماذا يعنى النيل لمصر والمصريين، ولها علاقات خاصة مع إثيوبيا وهناك من يتهمها بأنها تتواطأ مع إثيوبيا ضد مصر.

وبعد ذلك تسأل أين إسرائيل من أطماع إيران ووجودها فى العراق وعلى حدود سوريا معها؟ وما هى أسرار العلاقات التقليدية بين تركيا وإسرائيل وهى علاقة قديمة؟

إسرائيل لا تظهر الآن على السطح رغم أنها ليست بعيدة عن الأحداث.. إنها تدير صفقات سرية لعلاقات جديدة مع دول عربية، وقد نجحت فى ذلك، وهي تريد وسط الغنائم والأطماع أن تحافظ على مكاسبها فى السنوات الأخيرة، وهى: القدس، والجولان، وصفقة القرن، وبترول المتوسط، والسلام مع أكثر من دولة عربية حتى لو كان سلاماً فاتراً.