الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إيران في العراق.. بداية النهاية

تقوم الإدارة الأمريكية بعملية تقليم ريش الطاووس الإيراني، إذ بعد العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على طهران، والتي تعد من أقسى الحروب التي تستنزف قوة إيران، بدأت معركتها على الأرض بالتصدي للميليشيات المسلحة المدعومة من قبل إيران، وذلك بدعم حكومة مصطفى الكاظمي بمواجهة نشاط هذه الميليشيات.

المواجهة العلنية بدأت قبل أكثر من أسبوع، عندما قامت قوات مكافحة الإرهاب العراقية وبدعم لوجستي من القوات الأمريكية بمهاجمة أوكار ميليشيات كتائب حزب الله في جنوب بغداد، وإلقاء القبض على 14 عنصراً بينهم 3 قياديين، قيل أن من بينهم ضابطاً في الحرس الثوري الايراني، مع منصات كانت جاهزة لإطلاق صواريخ أرض ـ أرض، على السفارة الأمريكية والمنطقة الخضراء.

هذه العملية، التي صفق لها العراقيون ووصفوها بالشجاعة، أعقبتها تصفيات في مناصب القيادات الأمنية االموالية لإيران وفي مقدمتها عزل فالح الفياض، رئيس جهاز الأمن الوطني عن موقعه، وتكليف ضابط كبير في الجيش العراقي، هو عبدالغني الأسدي ـ القائد السابق لقوات مكافحة الإرهاب، مع إضعاف صلاحيات زعماء بقية الميليشيات.


وعَدَّ تقرير أميركي، قيام الحكومة العراقية، باعتقال عدد من عناصر كتائب حزب الله العراقي، بأنه «الخطوة الأكثر جرأة» حتى الآن من قبل أي زعيم عراقي ضد الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، والتي غالباً ما تعمل في العراق خارج نطاق القانون، وفقاً للصحيفة.


ويطرح مايكل نايتس، وهو زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تساؤلاً مفاده: «هل يتم تذكر هذه الخطوة على أنها إذلال للميليشيات، لأن الحكومة كانت لديها الرغبة في القبض على رجالها وكأنهم مجموعة من المجرمين». عملية مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران تاتي وسط استعداد الحكومتين الأمريكية والعراقية لمحادثات جديدة حول الحوار الاستراتيجي بينهما، وقبيل زيارة مرتقبة للكاظمي إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يتصدر موضوع بقاء قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق، وأمن تلك القوات على رأس جدول أعمال المحادثات بين واشنطن وبغداد.

يبقى سؤال، هل لنا أن نعد هذه العملية بداية للعد التنازلي للنفوذ الإيراني في العراق؟ وما مدى قوة الحكومة العراقية على الصمود أمام النفوذ الإيراني والتخلص من ميليشياتها المسلحة؟