الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

هل ستؤجَّل الانتخابات الأمريكية؟

في مواجهة التحديات الممتدة والأفق الضبابي للوضع الاقتصادي للولايات المتحدة، لا يزال الحزبان، الديمقراطي والجمهوري، يعتمدان على استمرار الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي قد تشهد تطورات غير مسبوقة في التاريخ السياسي للبلاد، حيث تؤدي الاحتمالات المتعددة إلى تأخير الموعد المقرر، على الرغم من أن فرصه ضئيلة.

عليه، يسعى النظام السياسي الأمريكي إلى التكيّف مع ما أفرزته حالة كورونا، ويعمل النظام جاهداً للتوصّل إلى صيغة تضمن استمرار آليات انتخابية مقبولة، وربما يتم اختبار إجراءات العودة الى الحياة الطبيعية في معظم الولايات، دون التيقّن مما ستحمله الأيام والشهور المقبلة من العواقب.

وفي ظل أجواء الخوف والحَذَر من مواجهة موجة متجددة لتفشّي الجائحة، يرغب الحزبان في تحقق مناخ شبه طبيعي قبل موعد الانتخابات بفترة كافية لتجنب الاضطرار لتأجيلها، الأمر الذي سيدخل النظام في أزمة مُستعصية، خاصة عند إضافة تدهور الوضع الاقتصادي إلى المعادلة الانتخابية، حينها لا يستطيع الرئيس ترامب، أن يتنفس الصعداء، كونه راهن على تمايز الظروف الاقتصادية لصالحه ولصالح لحزبه، إضافة إلى ما تشهده الساحة السياسية في الأيام الأخيرة، من اتهاماتٍ مُتبادلةٍ بين الرئيس السابق باراك أوباما ودونالد ترامب، والتي ستؤدي بلا شك إلى تعديلات في المُقاربة السياسية والانتخابية لدى فريقي الحزبين، ولا سيما أن المرشّح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن اختار الصفوف الخلفيّة في المرحلة الراهنة، مُدْركاً أن دخول أوباما في السِجال السياسي يمنحه فرصة التعويض عن فتور حملته.


وهناك ثمة استنتاج تلقائي بأن الأزمة الاقتصادية كافية للإطاحة بالرئيس ترامب، وعلى الرغم من الصحة التي تنطوي عليها فإن التاريخ السياسي الأمريكي لا يدعم ذلك، فقد فاز الرئيس السابق فرانكلين روزفلت بالجولة الثانية خلال فترة الركود العالمي، إلا أن الأمر مختلف هنا لأن الزعماء الجمهوريين يبحثون عن بديل للرئيس ترامب.


في ضوء تلك المجموعة من العوامل والمحطات والاتجاهات المتناقضة في المشهد السياسي، بالنسبة لكل من الطرفين،لا يُستبعد أن يفوز الرئيس ترامب بولاية ثانية، وقد تُسعفه في ذلك بيانات مُشجّعة عن قرب التوصّل إلى إنتاج لقاح مُضاد لفيروس كورونا، وعلى الجانب الآخر، فإن احتمال نجاح الحزب الديمقراطي في الوصول إلى مفاجأة باختيار مرشح رئاسي (بديل عن بايدن) ونائبه، يوفر قوة دفع وجاذبية تثير الحماس والثقة، من خلال تجاوز الناخبين الديمقراطيين، وضمان دعم للقطاعات المستقلة وغير المحسومة، وهذا سيكون لصالح الديمقراطيين.